الصحة النفسية في يومها العالمي
عصام محمد الاحمدي يكتب عن: الصحة النفسية في يومها العالمي
يحتفل العالم كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر، منذ بدء الاحتفال به في عام 1992 بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وذلك بهدف نشر الوعي حول الصحة النفسية وأهمية الحفاظ عليها لما لها من أهمية بالغة في حياة الإنسان وما ينتج عن تدنيها من مشاكل واضطرابات واختلالات في النظام النفسي وبالتالي تأثيره على تفاعل الإنسان وسلوكياته ونشاطه على مختلف الأصعدة، وبحسب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية يعاني ما يقرب من بليون شخص في جميع أنحاء العالم من شكل من أشكال الاضطرابات العقلية، وكل 40 ثانية يموت شخص ما بسبب الانتحار، وقد أصبح من المسلم به الآن أن الاكتئاب هو السبب الرئيسي للمرض والإعاقة في أوساط الأطفال والمراهقين.
يأتي اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام بالتزامن مع تغيرات شهدها العالم نتيجة لجائحة فيروس كورونا كوفيد-19، وما تسبب به من عزلة وحجر صحي وتباعد اجتماعي وشلل عام في مختلف جوانب الحياة، حيث ادخل العالم بعزلة غير مسبوقة من إغلاق للحدود والمطارات وتعطل التعليم والاقتصاد والسياحة وزيادة مستوى البطالة والفقر، وبالتالي زيادة حالات القلق والاكتئاب بين أوساط الناس.
إن حالة القلق التي يعيشها الطلاب في ظل التعليم عن بعد والتواصل المحدود مع أصدقائهم ومعلميهم، وكذا العمال الذين فقدوا وظائفهم وتعرض سبل عيشهم للخطر، والناس في المجتمعات التي تفتقر إلى الحماية من كوفيد 19 الذين يعيشون في براثن الفقر والحروب والأزمات، بالإضافة إلى المصابين بالحالات الصحية النفسية أصبحوا اكثر عرضة لتدني وتفاقم مستوى صحتهم النفسية وهذا يستدعي التركيز على الصحة النفسية وبرامج الدعم النفسي الاجتماعي وإعطائه الأولوية على الصعيد الوطني والعالمي أكثر من أي وقت مضى.
نذكر بأمر هام للغاية يتعلق بالصحة النفسية ومعاناة الشخص منه وهو شعور المريض بالقلق والخجل من أن يعرف احد مرضه مما يجعله يتفادى الإفصاح عن حالته النفسية أو اللجوء إلى الطبيب النفسي أو الأخصائي الإجتماعي، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع، ولذلك لابد من تعزيز ثقافة الصحة النفسية في أوساط مجتمعاتنا وان المرض النفسي مثله مثل أي مرض عضوي أو جسدي لابد من علاجه ولا يوجد ما يعيب الشخص في كونه مريض نفسياً أو يعاني من تدني في مستوى الصحة النفسية، وتغيير الثقافات التي تعتبر المرض النفسي شيئاً مشيناً، بالإضافة إلى تطوير برامج الدعم النفسي الإجتماعي وأساليب العلاج والشفاء من مختلف الاضطرابات العقلية والنفسية بما يتماشى مع احتياجات ومتطلبات المرحلة التي يعيشها العالم اليوم.