آراء

موسوعة الشميري وتزوير التاريخ: أحمد حميد الدين نموذجا (1)

زايد جابر يكتب: موسوعة الشميري وتزوير التاريخ: أحمد حميد الدين نموذجا (1)


حذف الفيسبوك منشوري عن نقد ما ورد في موسوعة الشميري من ترويج لصاحب جرف مران وباعث هذا الخراب الكبير والذي وصفه بالعالم الثائر.. ربما بسبب وجود صورته أو بلاغات لا أدري.. لكن المنشور كان قد انتشر وحقق غرضه وانتفض شباب اليمن وأحراره ولازالوا ضد هذا العبث وتزوير تاريخ اليمن وتلميع دعاة الإمامة والعنصرية.
كان منشوري الأول عبارة عن صرخة ونكف للأحرار والجمهوريين لا أكثر وقد حقق هدفه والحمد لله، وقد وعدت بتناول هادئ لبعض كوارث الموسوعة وما أكثرها والتي لم تقف عند بدر الدين وولده ومن معهم من دعاة الإمامة المعاصرين وإنما شملت من قبلهم من الائمة والسفاحين.. وعلى سبيل المثال الطاغية والسفاح الكبير أحمد حميد الدين والذي حاولت الموسوعة الترويج له كبطل وداهية وأنه كان قويا شجاعا كريما أديبا سخيا عالما مؤلفا... الخ.
لقد وقعت الموسوعة في أخطاء بل مغالطات كبيرة سأتناول بعضها في عدة منشورات كما يلي:
أولا: الصفات
بعد ذكر اسم العلم وتاريخ ميلاده ووفاته ذكرت له الموسوعة الصفات التالية : "إمام، عالم، مؤلف، شاعر".
إمام وعرفناها، لكن بقية الصفات لا تعبر سوى عن كرم صاحب الموسوعة ومؤلفيها تجاه شخصيات ورموز الإمامة، وإلا فمن قال إن السفاح أحمد حميد الدين كان عالما ومؤلفا وشاعرا؟! ما هو علمه؟ وأين علمه؟ وما هي مؤلفاته؟ وأين دوواينه الشعرية؟!
حتى مجد الدين المؤيدي مؤرخ الإمامة وباعث تراثها في العصر الحديث "عصر الجمهورية" والذي ترجم ومدح وبالغ - كعادته - لأئمة الهادوية وكبار دعاة الإمامة منذ الهادي بل وما قبله حتى أحمد حميد الدين وذلك في كتابه الشهير "التحف شرح الزلف" لم يجرؤ أن يصف أحمد حميد الدين أنه كان مؤلفا وشاعرا ولم يطل في ترجمته كما أطال مع من قبله ولا كما أطال مؤلفو موسوعة الشميري.
كل ما قاله مجد الدين المؤيدي بعد أن أكمل ترجمة الإمام يحيى حميد الدين: "ودعا بعده الإمام الناصر أحمد وحالفه النصر والظفر، وكان ليثا هصورا، وبطلا غيورا، ومقداما جسورا، وعالما بارعا، وخطيبا مصقعا، ترتجف القلوب لهيبته، وترتعد الأبطال لصولته، ولم يزل لسيفه شاهرا، ولأعدائه قاهرا حتى توفي في شهر ربيع الثاني سنة اثنين وثمانين وألف، ولا يسع المقام الخوض فيما جرى في أرض اليمن من عظائم الفتن، وقوادح المحن" ( التحف شرح الزلف ٤٤٤/١).
هذا كل ما ذكره مرجع الإمامة والهادوية مجد الدين المؤيدي عن أحمد حميد الدين وهو لا يصل إلى عشر ما جاء في موسوعة الشميري ولو كان له مؤلفات لذكرها، فما هي إذن مؤلفات الإمام أحمد التي لم يعلم بها المؤيدي وعلم بها الشميري وفريقه؟!
قالت الموسوعة كتاب "الاختبارات"! وأين هذا الكتاب؟ وما مضمونه؟ وأين طبع؟ قالت الموسوعة: ذكره عبدالسلام الوجيه في كتابه "أعلام المؤلفين الزيدية"!! ولمن لا يعلم فعبدالسلام الوجيه أحد السلاليين الكبار وكتابه "أعلام المؤلفين الزيدية" نموذج للتعصب السلالي والمذهبي وفيه من الأخطاء المنهجية والعلمية والمغالطات التاريخية والبحثية ما يحتاج إلى كتب لتفنيدها ولو كان الكتاب المزعوم لأحمد حميد الدين موجودا لتم نشره كما نشروا سير والده ودافعوا عن تاريخهم.. الخ.
لكن كتاب عبدالسلام الوجيه مرجع لا يخالطه شك عند أصحاب الموسوعة وهو أبرز مراجعهم في ترجمة الإمام أحمد تماما كما كانت تراجم أبي زنجبيل الحوثي أهم مراجعهم في سيرة المجتهد الثائر ح سين الحوثي كما جاء في هامش الترجمة!!
ولهذا انتفض الدكتور عبدالولي الشميري وسخر ممن اعترض على موسوعته وقال هذه جهود كبيرة وفيها مراجع معتبرة وليست كلام فيس بوك؟ ومعه حق فمن ذا الذي يجرؤ أن يشكك بأبي زنجبيل؟! ومن ذا الذي لا يعرف أبا زنجبيل؟!
لم تكتف الموسوعة بما ذكره عبدالسلام الوجيه عن مؤلفات أحمد يا جناه، وإنما أضافت له مؤلفا آخر بعنوان "نصيحة إلى العرب" وهو -بحسب الموسوعة- "أرجوزة شعرية هاجم فيها الاشتراكية وموقف الرئيس المصري جمال عبدالناصر منها وانفصل بسببها من اتحاده مع مصر وسوريا كما سيأتي..". وهي أرجوزة ركيكة لفظا ومعنى وأقرب إلى النظم منها إلى الشعر ولا تؤهل قائلها ليدرج في عداد الشعراء فضلا من أن تدرجه في عداد العلماء والمؤلفين كما فعلت موسوعة الشميري.. يتبع.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى