آراء

الحوثية قفاز فارسي لضرب اليمن

د. لمياء الكندي تكتب: الحوثية قفاز فارسي لضرب اليمن


كان الإسلام ومازال يواجه بعداوات مستمرة، ولم تتغير أنماط العداوة بين الشرق المسلم والغرب، الا بعد أن أكمل الغرب مخططاته في تحويل الصراع الغربي الإسلامي إلى صراع إسلامي إسلامي، وكانت نتائج الصراعات الإسلامية وآثارها التدميرية كافية لرفع يد العدواة الغربية نسبيا عن عالمنا، بل تبدلت الأدوار الغربية من دور العدو إلى دور الحليف والوسيط في إدارة هذه الصراعات.

وما الصراع العربي الفارسي الا تجلٍّ من تجليات هذا الصراع حيث وجدت الحكومات الغربية في إيران وعبر سياستها العدائية للعرب، انموذجا مثاليا لتنفيذ كلا المشروعين الغربي والفارسي.

وما يحدث اليوم في اليمن يعد أحد أشكال الصراع الذي يدار بواسطة دوائر عالمية تنفذ أجندة دولية تستهدف العرب والإسلام، حتى وإن طغت عليها الشعارات الإسلامية الجهادية من قبل العناصر التابعة لإيران (الحوثيون)، وهي نفس العقيدة التدميرية التي تعتنقها الجماعات الإرهابية ممثلة في القاعدة وداعش والتنظيمات المتفرخة منها، فمهما اختلفت العقيدة المذهبية المشرعة لها والتي تتوزع مذهبيا بين الشيعة والسنة، إلا أن نتائجها التدميرية واحدة بل أن الأثر التدميري الناتج عن الجماعات الشيعية، كان أكبر فتكا وتدميرا للمجتمعات العربية والإسلامية.

مثال ذلك ما هو حاصل في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، فقد تجاوز نفوذ إيران وعملياتها من مجموعة الأعمال العدائية الإرهابية التي تمارسها جماعة بعينها، إلى سلوك إرهابي منظم، تمارسه من خلال تمكنها من إسقاط الدولة والسيطرة عليها أو التحكم في قراراتها وشؤونها الداخلية والخارجية.

وما زالت آفاق الصراع العربي الفارسي ممتدة ومتواصلة لتمضي في وظيفتها التقليدية التي خلقت لأجلها، خاصة بعد أن تمكنت هذه القوى من تدمير آخر القلاع الجمهورية ممثلة في جيوشها العربية كالجيش العراقي واليمني والسوري والقبضة الأمنية والعسكرية لعناصر حزب الله اللبناني في لبنان، وهو إسقاط متعمد يحمل في طياته بذور صراع تاريخي بيننا وبينهم.

إن هذا لوحده كافٍ ليضعنا أمام صراع وتهديد وجودي نقابله بسياسات انفعالية عشوائية وغير منظمة، وبلا تركيز على الأهداف الحقيقة له. وهذا يضعنا أمام تساؤلات عديدة عن الدور الذي يلعبه التحالف العربي في اليمن إزاء الحرب الدائرة التي تكشف في حقيقتها عن فحوى الصراع العربي الفارسي أكثر من كونه صراعا داخليا.

فلطالما اجتهدت دوائر الحكم الفارسية في التحكم في مراكز القرار والجغرافيا العربية، وما تحكمها في اليمن والعراق الا بداية مركزية لفرض سيطرة شاملة على المنطقة، وفقا لأطماعها.

ولأننا نحن اليمنيين ندرك تماما الأثر الكامل لهذه السيطرة وما تعنيه عودة الحكم الإمامي ذي الأصول الفارسية إلى اليمن فقد قابلنا هذه الجماعة بكل ما أوتينا من عوامل المقاومة، وعدم التسليم لها رغم ما يشوف العمل المقاوم من أخطاء، فتجربة ألف عام من الفوضى والاقتتال الداخلي المدعوم فارسيا، الذي فرضته قوى الإمامة في اليمن يجعلنا ندرك كارثية التهاون والتعاطي مع مثل هذه السلطات الإجرامية، وحصر خياراتنا في المواجهة الحاسمة معها، واعتبارها مصدر تهديد يتجاوز أبعاده الداخلية نحو تهديد الهوية العربية والإسلامية تديره مجموعة من المطامع الدولية التي جعلت العروبة والإسلام عدوا دائما لها.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى