شعر وأدب

هذي الشعارات قطران وإن صبغت

شعر الشهيد: خالد الدعيس: هذي الشعارات قطران وإن صبغت


تحوِيْ التَّجَارِبُ ما يُغني عن الحِيَلِ
فما لأيْلول - يا صنعاءُ - من بَدَلِ

هذي الشعارات قَطْرَانٌ وإن صُبِغَتْ
تَغيَّرَ اللونُ والمضمونُ لم يزلِ

هي الإمامةُ قد عادت بعُكْفَتِهَا
هُوَ الإمَامُ وآلُ السُحتِ والدَجَلِ

هذي الإتاوات والسُّراقُ أَنْفُسُهُمْ
عادوا إلينا ويا للخَطْبِ مِنْ جَلَلِ

مجاعة الأمس لم أضرب لها مثلاً
فها هي اليوم لا داعٍ إلى المثلِ

والشعوذاتُ التي هلّت تمائمها
الشعوذاتُ، ولن أحكي ولا تَسَلِ

انظر بعينك: نفس.ُ الرزءِ وا أسفا
نفسُ الوباء وذاتُ الدَّاءِ والعِللِ

همُ الوباء، وهل هم غير أوبئةٍ
والعلةُ الأمُّ مَن قالوا "عِيَالُ عَلِيْ"

هم علة الدين مهما زوراً انتسبوا
وشقوة العيش هُم، هُم ضَيْقَةُ السُبلِ

يا لعنة الله فوري في قرارتهم
ولتكْبِتِيْهِمْ بلا ريثٍ ولا مَهلِ

حميدهم بل ذميمُ الدين أَرْذَلُهُ
وبدرهم ذا مُحاقٌ قطُّ لم يَهِلِ

هُمْ سَوْءَةُ الدهر، أيْنَ القَرْدَعِيُّ ولا
شُلَّتْ يَمِيْنُ الهُمامِ القَرْدَعِيْ البطلِ

أَيْنَ اللُقَيَّةُ والعُلُفِيُّ أَيْنَهُمَا
والهِنْدَوَانةُ يا من بالثلاثة لي

هلْ ماتَ في أرضِ قَحْطَانٍ مَثِيْلُهُمُ؟!
كلا ولا، إن سيفَ الحقِّ لم يَفِلِ

هَذي الدِّمَاءُ دِمَاءٌ كلما هَطَلَتْ
ماءً طهوراً فيا أرضي به اغتسلي

هي الدماء التي اهتزت بها وربت
أرضُ اليَمَانِيْنَ بالزِلْزَالِ لا الزلَلِ

قُلْ للهواشمِ هذا الجُرْحُ منبجسٌ
قد فار تنّورهُ مِنْ غَيْرِ مُندَمَلِ

ماذا عساكم بسيلِ دِمَائنا بِغَدٍ
عَرَمْرَمِيٍّ مِكَرٍّ مُقبلٍ جَزِلِ

لا عاصمَ اليومَ من طوفان ثورته
فأووا إلى الكهف أو فأووا إلى الجَبَلِ

لقد زرعتم بأيديكم نهايتكم
من يزرع الموت يجنِ أوخمَ الأجلِ

عناوين ذات صلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى