آراء

مشاكل داخلية

محمد دبوان المياحي يكتب: مشاكل داخلية


هناك عدالة خفيّة في هذا العالم المليء بالظلم، عدالة لا تُفسر بقانون منطقي، ولا تسري بشكل مرتب على الجميع، لكنها أشبه بإشارات متفرقة هنا وهناك، تنال من أولئك الذي دمروا أسس العدالة وكانوا مساهمين في صناعة واقع مختل.

حسن زيد واحد من هؤلاء الذين كان لهم موقف منحاز لهذا الخراب المتفشي منذ البداية، كان سلالياً بمسحة ناعمة، غير أن هذه المسحة الناعمة لا تشفع له، بقدر ما تمثل إدانة مضاعفة لشخصيته المخاتلة، كان يدرك أن ما يحصل في هذه البلاد هو عبث ممنهج، لا حصاد له سوى رؤوس اليمنيين، لكنه ظل منخرطًا مع موجة الخراب حتى النهاية ومن الطبيعي أن تتخطفه آلة الموت ذاتها.

أنا مؤمن أن هذا الوجود يسير بقوانين منطقية غير مفهومة أحيانًا، وحتى لو لم تكن النتيجة فيها مبنية على السبب بشكل مباشر، لكن المنطقي والعادل فيها أن يموت رجل أسهم في هتك شرف الدولة، بنفس الأدوات التي منحها ولاءه.

رجل عاش عقوداً في ظل حياة سياسية فيها قدر من المدنية؛ لكنه لم يتورع عن العزف لجماعة ارتدت على كل هذا، كانت جينات العرق داخله تعمل أكثر من جينات السياسة، وانتهى به الحال ضحية لتوحش العرق ذاته، أحاول الشعور بالحزن على هذا المآل البائس للرجل ولا أستطيع.

هناك رب كبير يحكم السماء، والعدالة وعد لا يُرَد ولا يزول.

هذه جرائم لا تخصنا.. مشاكل داخلية.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى