الجندي المجهول وميدان حَوْرَة مدينة حجة
د. علي عرجاش يكتب: الجندي المجهول وميدان حَوْرَة مدينة حجة
ما علق في ذاكرة اليمنيين عن من دافعوا عن السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، وما قبلها من الثورات، لن تمحوه همجيتكم حين تحاولون طمس ما يذكر الأبناء والأحفاد به.
تصرفاتكم المعهودة لا جديد فيها بالنسبة لمن يعرف تاريخكم في الحقد والكراهية لكل ما يتصل باليمنيين الأحرار.
ومن ثم فإن ما حدث من هدم للنصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة حجة - ميدان حورة، هو فعل ليس جديدا، ولا مستغربا في سلسلة أفعالكم المشينة في حق اليمنيين، والأسوأ من ذلك تبريركم بأن ذلك النصب ماسوني، وأن (رأسه مدبب!)، وتجاوز بعضكم بالإفصاح عن نيته هدم الحجر المشابه له في رأس جبل عرفة!!
النصب التذكاري بمسماه ومعناه ومكانه يشكل رمزية في نفوس اليمنيين، وأبناء المحافظة، ولن يقلل من ذلك تدميركم له، فرمزية الأبطال لن تضعف، ولن تُنسى، ورمزية المكان لن تُمحى من الذاكرة، فهو المكان الذي أُعدم فيه خيرة رجال اليمن وأقيالها الأحرار.
النصب التذكاري للجندي المجهول ذلك الرمز المتواضع إهمالا أو تعمدا، ممن حكموا المحافظة طوال نصف قرن.
نعاتب الجمهوريين حينما أهملوه شكلا ومظهرا، وحينما أهملوه معنى ومضمونا، حينما لم يجعلوا منه مزارا لأبناء المدينة وزائريها؛ وحينما لم يبقوا على ميدان حورة متنفسا مصانا يتوسطه النصب التذكاري.
نعاتبهم حين (خنقوا) المدينة وأحرموا أبناءها من متنفسها الوحيد، وأحرموا أبناءها من قيمة معنوية كان يمكن أن تبقى شامخة وسط الميدان لتؤكد رمزية من ضحوا بأرواحهم دفاعا عن السادس والعشرين من سبتمبر، وكذلك رمزية مكان إعدام الأحرار.
أثق أن حقدكم ورعونة تصرفاتكم تسهم في إعادة من انساق وراء عنصريتكم عن جهل أو طمعا في مصلحة آنية - تعيده- لصفوف الأحرار ممن يدافعون عن بلدهم ضد همجيتكم وعنصريتكم وتخلفكم ودمويتكم، فتلك التصرفات توصله لقناعة أنكم امتداد لمن أخرجوا الأحرار لهذا الميدان لإعدامهم بسبب أدوراهم في مقاومة أجدادكم الكهنة.
نعلم جيدا أنكم، ولأسباب لا تتعلق بقوّتكم، ولا بقبول اليمنيين لكم؛ بل لأسباب نعرفها جيدا، تغلبتم وسيطرتم وتصرفتم هذه التصرفات؛ لكننا على يقين بأن اليمن سوف تنتصر، وسوف تعود لأبنائها وبهم، وأن حالة (التغلب) التي تسببت في كل ما يجري من تمزق لليمن، وتهتك وتدمير لبنية المجتمع اليمني سوف تزول، وإن غدا لناظره قريب.
عناوين ذات صلة: