شعر وأدب

كبرياء الشعب

قصيدة للشاعر هشام باشا بعنوان: كبرياء الشعب


دائمًا ما يَظُنُّكَ الأغْبياءُ
كِبرياءً، يا أيُّها الكِبرياءُ

وخُطاكَ الثِّقالُ تُحْسَبُ زَهْوًا
وهْيَ جُرحٌ يَمشي عليهِ الإِباءُ

أيُّها الكِبرياءُ، إنّكَ مِمّا
قِيلَ أو ما يُقالُ عنْكَ بَراءُ

أنتَ بالذّاتِ غَيْمةٌ مِن دُموعٍ
إنّما أنتَ لَم يَطُلْكَ البُكاءُ

أنتَ هذي البِلادُ يُحْسَبُ كِبْرًا
مِنكَ هذا الوقوفُ والاسْتِواءُ

إنّ هذي البِلادَ ما مِن يَمانٍ
في ثَراها وليسَ فيهِ سَماءُ

وهْيَ ملْأى بالانْكساراتِ إلّا
أنّهُ لا يُحُبُّها الانْحِناءُ

وهْيَ لولا انْتِماؤها للثّريا
لتَهاوَتْ مِن رأْسِها صَنْعاءُ

أيُّها الكِبرياءُ، أنتَ بلادي
فمَتى سَوفَ يُفْهَمُ الأغْبياءُ؟

أنتَ هذا النّزيفُ تَضْحكُ ممّا
فيكَ؛ حتّى لا يَضْحكَ الأعْداءُ

أنتَ هذي البِلادُ تُوشِكُ حتّى
مِن أغانيكَ أنّ تَسيلَ الدّماءُ

أنتَ هذي البِلادُ، في كُلِّ شِبْرٍ
فيكَ طُهْرٌ يَغْتالُهُ الأدْعياءُ

وادِّعاءٌ على الشُّموسِ، وعُهْرٌ
فيهِ يُرْمى، ويُجْلَدُ الأنْبياءُ

ووَصايا مِن النّوافِذِ تُرْمى
ووَصايا يَخُطُّها الأَوْصياءُ

وضَحايا على الضّحايا، وخَوْفٌ
دائخُ الخَطْوِ، صُبْحُهُ والمَساءُ

إنّ هذي البِلادَ مُنْذُ أتَاها
صاحِبُ الرَّسِّ لَم يَطَأْها البَقاءُ

حالُها حالُ هارِبٍ مِنهُ يَجْري
مُنْذُ جاءَ الذينَ...، مِن أينَ جاؤوا؟

فهْيَ تَخْشى على بَنِيها ومِنهُمْ
كُلّما قامُ يَخْطُبُ (الأبْناءُ)

أيُّها الكِبرياءُ، أنتَ بلادي
والجِراحُ العِظامُ والعُظَماءُ

"عَدَنٌ" أنتَ والأسْيرَةُ "صَنعا"
والرَّصاصُ العَدُوُّ والحُلَفاءُ

إنّما أنتَ لا تَقولُ جِراحًا
ما لها غَيْرُ حامِلِيها وِعاءُ

لكَ ألّا تَبُوحَ ما دُمْتَ تَدْري
أنّهُ لنْ يَعِيْكَ إلّا الغِطاءُ

إنّ حُزْنًا تُخْفيهِ يُصْبحُ ألْفًا
حين تَشْكو ويَكْذِبُ الاصْغاءُ

أيُّها الكِبرياءُ هلْ أنتَ إلّا
اليَمْنُ القَلْبُ والجَبينُ الفَضاءُ

والسُّكوتُ الكِبيرُ وهْوَ صُراخٌ
ولَظىً تسْتَزيدُهُ واكْتِواءُ

لستَ تَرْجُو، وكنتَ أوْشَكْتَ لكِنْ
فارِغًا صارَ حَولَكَ الامْتلاءُ

حينَما قَرّرَ الرّجا أنْ يُنادي
لبِسَتْ ثوبَ نَومِها الأسْماءُ

فتَناهَى السّكوتُ وهْوَ نِداءٌ
وأنينٌ وصَرخَةٌ ورَجاءُ

حينَ تَحتاجُ والأسامي كُسالى
ليسَ صَعْبًا عليكَ إلّا النّداءُ

لكَ أنْ تَعْرفَ الجَميعَ، ومِنهُم
لكَ إلّا ما تَشْتَهي وتَشاءُ

2020/11/14

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى