كتاب: من جرائم الهادوية في القرنين الرابع والخامس للهجرة (نسخة الكترونية)
(من جرائم الهادوية) كتاب جديد للباحث علي البكالي، ينقل فيه صورة عن جرائم الهادوية وحروبها الاستيطانية في اليمن، ومحاولات اليمنيين التحررية من الفكر الإمامي الكهنوتي الوافد، خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، حيث فتحت الحروب الهادوية أبواب اليمن للصراعات المذهبية والسياسية، وتحولت اليمن إلى ميدان للصراعات الإقليمية ومرتع لحروب الدول والطوائف والمذاهب.
وقد أكد البكالي في مقدمة الكتاب أنها صورة ماضوية لواقع اللحظة المشاهدة التي نعيشها اليوم في ظل حروب المليشيا الحوثية الإمامية المنبعثة من أدغال الماضي البئيس، والحاملة لعدوى الكهنوت السلالي والعنصرية المقدسة، تتكرر في كل قرن، وفي كل جيل لتعيد رسم ذات الصورة وبنفس الأدوات والكيفية فيما يشبه الحلقة المغلقة التي قيدت اليمن داخل جدران السلالة والإقطاع والعنصرية والاستبداد، وجعلته يعيش حالات متكررة من الحروب والدماء والفوضى والعنف والمليشيا، مصحوبة بالدجل والشعوذة والفقر والجهل والمرض.
في كل مرحلة يحاول اليمنيون تجاوز الخرافة السلالية المسماة بالآل والبطنين والحق الإلهي والسادة والرعايا، والخمس وأقنان الأرض، تظهر مليشيا جديدة، وتخرج نسخاً مدفونة من يحيى الرسي وعبد الله بن حمزة وأحمد بن سليمان تدعي أن الله أرسلها من الرس لتتسيد على رقاب اليمنيين وتتع إلى عليهم، وتنهب خيرات اليمن، وأن من يقاومها غزوها واحتلالها كافر مباح الدم!
مليشيا غازية جهولة كهنوتية تنبعث في كل جيل باسم السلالة والعترة والبطنين تشعل الحروب على طوول اليمن وعرضها كي لا تقوم لليمنيين دولة، ولا يحقق لهم استقلال سياسي، وظيفتها الرئيسية وأد فكرة الدولة الوطنية المستقلة، ووأد عملية التطور السياسي والثقافي وإعادة اليمن إلى عصور الظلام من جديد.
لقد شكلت نظرية الإمامة الهادوية الرسية أكبر كارثة حلت باليمن منذ أن وجدت الأمة اليمنية على وجه الأرض وحتى لحظتنا هذه، فعلى مدى 1200 عام من وفادة هذه النظرية وأهلها الرسيون والطبريون تحت دعوى آل البيت لم تقم لليمنيين دولة، ولم يعرف لهم استقرار، ولم تكد تمرً فترة عشر سنوات متتابعة دون قيام حروب أهلية تقودها عناصر السلالة الرسية الغازية بهدف صناعة أمجاد علوية على حساب تاريخ اليمن وهويته ووجوده الحضاري.
إنها السبب الأول والأخير للفوضى والعنف والخراب والفقر والجهل الذي عصف باليمنيين طوال التاريخ الوسيط والحديث والمعاصر، ولا تزال إلى لحظتنا هذه تشكل العائق الأكبر أمام بناء الدولة، كونها تمثل كياناً عنصرياً موازياً غير مندمج بالشعب، ويسعى للسيطرة على الشعب بدوافع عرقية وخرافات واساطير كهنوتية لا تتصل باليمن وتاريخه وثقافته.
ولسوف تظل التحدي الأكبر أمام الأجيال الحاضرة حتى يستوعب جميع اليمنيين خطر هذا الفكر الدخيل على مستقبل اليمن، وحتى يغادر اليمنيون جميعا مربع التصديق لتخريفات السلالة العنصرية، وينزعوا عنها فرية القداسة والتمييز.
يقع الكتاب في سبعة مباحث بالإضافة إلى توطئة وخاتمة.