مبادرة العودي ورؤية الأحمدي
عبدالرزاق الحطامي يكتب: مبادرة العودي ورؤية الأحمدي
البارحة استرجعت في ذاكرتي مبادرتين وطنيتين وخارطتي طريق لحل الأزمة الراهنة، اعتبرهما أهم وأعظم ما حدث يمنياً في فترة الحرب منذ العام 2014.
إذ هما من وجهة نظري، الدليل الوحيد، في الحالة اليمنية، على صحة مقولة فرويد في أن الحرب خضّة حضارية ضرورية لاستبعاث الهوية الأعلى، النائمة، أو الموات، للشعوب والبلدان، والتي قد تتكلس في سنوات الدعة والسلام، وتحتاج إلى هزة عنيفة كي تستفيق من غيبوبتها.
استرجعت -بداية- مبادرة وخارطة طريق الدكتور حمود العودي في التحالف المدني للسلم والمصالحة وهي تستغور الوجع الإنساني من قلب الصراع الدائر بين الشرعية والحوثيين، وتضع حلولاً جذرية ممكنة للأزمة من زاويتها الإنسانية، متضمنة -على سبيل المثال لا الحصر- خطة رشيدة لصون كرامة المواطن وحفظ حقوقه، بعيداً عن تجاذبات السياسة وساحات الصراع، ومن ضمنها حل مشكلة الراتب الحكومي وفتح معابر السفر الداخلية وعودتها إلى وضعها الطبيعي قبل الحرب ما بين مناطق سلطة الشرعية ومناطق سيطرة الحوثيين.
خارطة الطريق الثانية هي مبادرة الأستاذ الزميل عادل الأحمدي التي تعالج جذور الخلاف والتقارب بين أكبر حزبين هما المؤتمر والإصلاح، كما تقدم حلولاُ ناجعة برؤية واعية، لتقريب وجهات النظر بينهما، وفق مقتضيات المصلحة الأعلى للوطن وضرورات المرحلة، ووحدة هويتهما الجمهورية.
تفاجأت بعد استرجاعي الرؤيتين مساء أمس بإعادة الزميل عادل الأحمدي نشر رؤيته على صفحته اليوم، والصادرة عن مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، وعادل قناص اللحظة.
هاتان، مبادرة العودي ورؤية الأحمدي، أرى أن يكونا مقرر طوارئ ومنهجاً وطنياً للمرحلة الراهنة، وعلى أي يمني قراءة ذلك المقرر ومذاكرته بتمعن، حتى لا يبيت مقيّداً بيمنيته.
بالنسبة لي فأنا أذاكرهما بين فينة وأخرى، (قراءةً، وحفظاً من غير تسميع). أما المؤتمر والإصلاح والشرعية ومليشيا الحوثي، فكم سيفوّتون على أنفسهم فرصة ثمينة، كان يمكن لهم انتهازها على طبقين من ذهب، في غبار الحرب.
عناوين ذات صلة: