إيران.. القاتل الصامت للجسد العربي
موسى عبدالله قاسم يكتب حول: إيران.. القاتل الصامت للجسد العربي
المواد السامة المصنفة كمواد شديدة الخطورة في علم السموم يعتبرها خبراء السموم مواد أقل خطورة من تلك المواد الغير مصنفة كخطرة، ذلك أن محاذريها معروفة للجميع والخوف منها أصبح من البديهيات، بينما المواد السامة غير المصنفة كخطرة على حياة الإنسان يكون تأثيرها أكثر سمية وأحيانا تكون سميتها قاتلة نظرا لعدم معرفة الناس بخطورتها وقلّة المحاذير حولها، ولا يتنبه لها الإنسان إلا بعد ظهور الأعراض القاتلة.
لو أخذنا هذه الرؤية التحليلية في علم الكيمياء وطبقناها على كيانين يحيطان بأمتنا العربية، ويحيكان لها الدسائس والمؤامرات، وهما اسرائيل وإيران، لو جدنا أن اسرائيل مصنفة ككيان شديد السمية والعداء للعرب، لككنا كعرب مُمنّعين منها وكل عربي يولد من نواذيبو وحتى عدن يعرف خطورة إسرائيل المحتلة لوطن عربي هو فلسطين وأنها العدو الأول للعرب والمسلمين، وبذلك كل عربي يضعها نصب عينيه.
في حين أن إيران لا يعرف عنها العربي سوى أنها دولة إسلامية أو هكذا يُقال، ولم يصنفها أحد طيلة العقود السابقة ككيان عدو لوحدة الأمة العربية ومهددة لنسيجها، لكن تأثيرها القاتل على الجسد العربي الذي فعلته به طيلة العقود السابقة بصمت من خلال زرعها لبذور سامة في التربة العربية أثبت صحة النظرية التي تقول إن السم الأقل خطورة المترافق بالجهل حول طبيعته هو الأكثر سميةً وفتكا وتدميرا.
بعد كل هذا الدمار في أوطاننا العربية، تعتبر إيران هي القاتل الصامت المفكك للجسد العربي الواحد، ولن يجد العرب ترياقا ناجعا لهذا السم إلا بمغادرة الماضي بكل هواجسه ووصاياه، ووحدة الحاضر في مواجهة الأعداء لضمان المستقبل الآمن المستقر.