كن يمنياً وحسب
د. فيصل علي يكتب: كن يمنياً وحسب
من حقك أن تسافر، وأن تعيش في أي دولة وُفّقت بالوصول إليها، فقط لو سمحت: تذكر أنك يمني مقهور، وشعبك بين الحديد والنار، وعصابة الهاشمية العنصرية الإرهابية لا تقبل بوجود أحد معها؛ لا في التأثير الاجتماعي ولا في السياسة ولا في الاقتصاد، فهي صاحبة الحق الإلهي المزعوم في الحكم، وفي الشأن الديني لها الحق في تغيير الآيات والأحاديث والأحكام، ويعتبرون أنفسهم عيال النبي، وأتباعهم أنصار الرب!
وبالتالي هذا يُلزمك أن يكون موقفك مع بلدك وضد أعدائك؛ الهاشمية العنصرية الغازية، والفاسدين من كل حدب وصوب، ومشروع تمزيق البلد المتداول بين بريطانيا وإيران وغيرهما، بغطاء أممي.
كل هذا يدعوك لأن يكون موقفك يمنياً صرفاً لا يحيد أو يميد، لا أن يكون موقفك مع هذا النظام أو ذاك، ولا مع هذا التوجه أو ذاك.
أنت يمني، وهذا يعني أنك لست سعودياً، ولا إيرانياً، ولا تركياً، ولا قطرياً، ولا عمانياً، ولا إماراتياً.. مواقف الجميع متضاربة ولديهم أجنداتهم الخاصة، فلا تنخدع أخي اليمني بهذا الطرح أو ذاك.
تحرر في خطابك، وفي لغتك المستخدمة في الشأن اليمني. اقترب وابتعد عن خطابات الجميع وسياساتهم بقدر قربهم وبعدهم من خطاب بلدك وسياساتها مهما كانت ضعيفة.
كن أنت قوةً لبلدك، ولساناً لشعبك. لا تغرك فنادق الرياض، ولا مقاهي قطر، ولا حوزات إيران، ولا ملاهي تركيا، ولا منتجعات أبو ظبي الفاخرة.
البس الفوطة والمعوز وأنت في بيتك، وكل من طبخات بلدك بنفس مقادير أمك في المطبخ اليمني. لا تصدق أنك مرحب بك في عواصم العالم على الدوام، وإن منحوك الجنسية، والبي آر، والإقامة الدائمة، وبطاقات اللجوء.
أنت مواطن مقهور مغلوب على أمرك، ومحروم من حقك في العيش في بلدك، فلا تسلط لسانك على شعبك، ولا على البقية الباقية من مقاومة الانقلابات والتدخلات، والله ثم والله لو بلغتَ الفضاء لا تساوي بكل جهودك فردة بيادة لجندي يقاوم همج الهاشمية العنصرية في مارب أو تعز أو البيضاء أو تهامة أو الجوف. فكن لأخيك المقاوم لحافاً من برد الشتاء، ولسانا إن عجز لسانه عن الحديث في جبهات الفداء. لستَ إلا به وليس إلا بك.
فكن ابن بلدك وممثلاً لشعبك، وواحداً من أبناء أمتك اليمنية، لا يغرك خطاب نواعم الهاشمية العنصرية من زينبيات الخارج. ولا تركن على دولارات المنظمات، والمؤسسات التي تسمي نفسها يمنية، وهي مجرد منصات لعائلات متصارعة من طرف الخليج إلى أقصاه بدون استثناء.
اللهم أعنّا على توحيد هدفنا وتصحيح خطابنا، ولمّ شعثنا، وإنضاج رؤيتنا، ويمننة قضيتنا يارب.
عناوين ذات صلة: