[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

اليوم الذي لن ينساه الحضارم

صلاح مبارك: اليوم الذي لن ينساه الحضارم


في مثل هذا اليوم الثاني من ديسمبر من عام 2013م، صحت حضرموت من أقصاها إلى أقصاها على واقعة اغتيال الثائر سعد بن حمد بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت، ومقدم قبيلة الحموم وأثنان من مرافقيه في نقطة عسكرية مستحدثة تمركزت في منطقة شحوح مدخل مدينة سيئون.

لم يكن ذلك الحدث أعتياديًا أو يوم عابرًا، بل كان مزلزلًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومرعبًا لقوى التسلط والهيمنة التي استخفت بالحضارم كثيرًا ولم تكترث بالنظر لأحوالهم ومعالجة أوضاعهم وما يعانوه من مظالم وتهميش وحرمان ونهب للثروة وزادت سوءًا الاغتيالات المشؤومة التي طالت خيرة أبناء حضرموت في المؤسسة الأمنية والعسكرية وما قبلها، مما ولد الغضب الذي تفجر إلى هبة شعبية شكلت هزة عنيفة في منظومة الحكم حينئذاك لتكون درسًا نضاليًا بليغًا مفاده بأن الحضارم قادرون بتعاضدهم وتآزرهم على محق الظلم والطغيان وانتزاع حقوقهم كاملة غير منقوصة .

لقد مثل استشهاد سعد بن حبريش استدعاء للكرامة والعزة الحضرمية حيث استجاب أهل حضرموت لدعوة نصرة الحق وجمع الشمل في تلاحم اسطوري، ومشهد عظيم لن يغيب عن ذاكرة الحضارم، ففيه حضر الايثار والتضحية ووحدت الأهداف وذابت فيه الاختلافات وتنوع الانتماءات وبرز حلف قبائل حضرموت في صورة أقوى وأساس متين, ليقود الحضارم إلى مرافئ الأمن والتغيير المنشود، وينضم الصفوف لمواجهة التحديات وتخرصات المشككين بالفعل الميداني الصادق والمؤثر، ولكن الطريق لم تكن مفروشة له بالورود، وعلى الرغم من ذلك أستطاع حلف حضرموت من أن يفتح نوافذ وينير الدروب للوصول إلى الغايات المنشودة .. وأعقبه مؤتمر حضرموت الجامع ليجمع الشمل الحضرمي ويظهر حضرموت موحدة خلف مطالبها الواقعية وبمشاركة مكوناتها السياسية والمجتمعية ونخبها وجميع أبنائها .

وعلينا الاعتراف أن الطريق طويل ومليء بالأشواك والعثرات وملبد بالغيوم وأن ما تحقق من نجاحات ومكاسب تعتبر يسيرة، ويتوجب المضي أكثر توحدًا واصرارًا للمزيد من الانجازات الملموسة وكبح احلام الطامعين والناهبين، وعض بالنواجد على ما تحقق، خاصة في المؤسسة العسكرية والأمنية والعمل على كل ما يخدم حضرموت وصالح أهلها، وليكن من هذه المناسبة ذكرى ودرس وانتماء.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى