آراء

آسف للبيضاني

محمد شبيبة يكتب: آسف للبيضاني
قرأتُ كتاب رياح التغيير لأحمد الشامي وأنا في سن الصغر، وأعجبني أسلوبه في الكتابة، وقدرته على صياغة الحرف، ومع هذا التذوق لأسلوبه القصصي لم أنتبه للسم الذي كان يدسه في العسل، ولم أكتشف عنصريته لسببين: لصغر سني حينها، ولتغطيتها بثوب الأدب المحبب إلى قلبي!!
ففي مقدمة كتابه تناول بإسفاف وإطالة شخصية الدكتور عبدالرحمن البيضاني فنسب إليه كل نقيصة، وألصق به كل عيب، حتى أنه يُخيل للقارئ أن البيضاني هذا هو القائم بأعمال الشيطان الرجيم مع مطلق الصلاحيات!!
صدّقتُ الشامي للأسف، وحقدتُ على البيضاني!!
وأوقعني الأدب في سوء الظن، ومجانبة الأدب!!
وحينما كبرتُ، وقرأتُ، وجالستُ، أدركتُ سبب الحقد الكبير على البيضاني..!! وما ذلك إلا لأنه كان يضرب على العرق الحساس، ويمسك العنصريين من اليد التي توجعهم وتكشفهم!!
لا أنكر أن للبيضاني أخطاء، لكن الشامي استغلها ليبطل الحق الذي ينادي به الدكتور من مقاومة عنصرية أدعياء البطنين!!
كما تفعل سلالة الشامي من بعده اليوم تمامًا.. تتصيد أخطاء الذين يقاومون عنصريتها، فتنفخ فيها، وتتباكى أمام السذج، وتعزف على وتر المظلومية لتكسب التعاطف، وما هدفها الحصري إلا إحراق صورة من يقاوم عنصريتها حتى لايقبل الناس منهم صرفًا ولا عدلًا!!
ولا أستبعد أيضًا أنّ شِرَاكًا نصبه الشامي وسلالته لرفقاء البيضاني من الصف الجمهوري فوقعوا فيه وهم لا يشعرون حينما ضخموا أخطاء البيضاني ونفخوا فيها فدمروا بأيديهم أخاً لهم، ومقاوماً معهم لعنصرية السلالة، وكهنوتها!!
وما أشبه الليلة بالبارحة فهاهم بعض رفاق الطريق يقعون في نفس الفخ فينصبون المنجنيق لتدمير إخوانهم بحجة العدل، والإنصاف، وعدم التعميم!! وما دروا ما وراء الأكمة، وأنه لاعنصرية حقيقية في اليمن لبست ثوب الدين، وتمسحت بالنبي الكريم،
وزعمت أنها نزلت في قرطاس من السماء إلا عنصرية أدعياء الاصطفاء وحصر الحكم في البطنين!!
لقد كان أحمد محمد الشامي في كتابه ثعلبًا ماكرًا لم يدس سمه في عسل البيضاني فقط، بل غالط كثيرًا، وراوغ مع وضد شخصيات، ومواقف، ووقائع، وزرع بمهارة عالية ألغامًا تحتاج إلى كاسحات ذكية!!
عناوين ذات صلة:
زر الذهاب إلى الأعلى