ميدان السبعين.. رمزية وطنية لا وثنية
رياض الأحمدي يكتب: ميدان السبعين.. رمزية وطنية لا وثنية
يعد ميدان السبعين، أهم ميادين العاصمة صنعاء، ويحضر في أغلب المحطات السياسية المحورية في البلاد، والأعياد الوطنية والعروض العسكرية منذ قيام الثورة الخالدة 26 سبتمبر 1962.
ويمتاز الميدان بمساحته الواسعة وموقعه الفريد، متوسطاً العاصمة صنعاء، فضلاً عن قرب مقرّ الرئاسة اليمنية في منطقة النهدين منه. كما أنه يقع بجوار أكبر حدائق صنعاء المعروفة ب"حديقة السبعين" (من الغرب)، وعلى ركنه الشرقي جامع الصالح، منارة عمرانية ودينية زادته جلالا.
سياسياً وتاريخياً، يكتسب السبعين رمزيته واسمه من أنه كان مساحة استبسل فيها الثوار الذي أطاحوا بالنظام الإمامي الكهنوتي عام 1962 في مواجهة حصار من قبل فلول الإمامة، دام 70 يوماً منذ أواخر نوفمبر 1967 وحتى أوائل فبراير 1968. تلك الملحمة السبتمبرية العظيمة التي انتهت بدحر فلول الإمامة وانتصار الجمهورية.
ومنذ استيلاء مخلفات الإمامة على صنعاء في 2015، كان من الطبيعي أن تسعى لاستغلال الميدان، لفعالياتها الطائفية، ولا تنفك عن محاولة تشويه رمزيته، بما في ذلك، دفن قيادات قتلت في أجزاء من الميدان، وصولا لمحاولة استبدال رمزيته الوطنية بتسمية وثنية (ميدان الصماد)!!
وتأتي هذه المحاولات ضمن برنامج كهنوتي محموم يهدف لطمس معالم الهوية اليمنية وازاحة رموز سبتمبر. لكن في الواقع فإن سبتمبر ورموزه حاضرون في وجدان كل يمني أبد الدهر، كل ما في الأمر أن هذه المليشيا تكشف عن وجهها يوما بعد آخر.