اثأر لجرحك بالنجاح
قصيدة للشاعر ناجي عطية بعنوان: اثأر لجرحك بالنجاح
يا أيها الوطنُ المغيَّبُ فيكا:
كفكف دموعَكَ واحتفِل بِبنيكا
كفكف دموعَك؛ لا تزالُ هُنا يدٌ
تحنو عليك.. وأُختُها تَحميكا
إن كان من شيءٍ وشيكٍ قُربُهُ،
حفلُ الوداعِ.. الآنَ صارَ وشيكا
فاثأر لجُرحِكَ بالنجاحِ فإنهُ
من كلِّ جرحٍ غائرٍ يُبريكا
واصعدْ بزهوٍ للسماءِ فإنَّها
مفتوحةٌ لمهندسِ الميكانيكا
***
كم عقدةٍ كانت على أسرارِها
تغفو وما وجدت لها تفكيكا!
خُضتَ البدايةَ نحوَها وبهمةٍ
تتأبطُ التكتيكَ والتكنيكا
وغدوتَ في بحرِ المخاوفِ مؤمناً
أنَّ التقدمَ.. وحدَهُ مُنجيكا
الجهلُ جمرٌ في دمائكَ، كلَّما
أطفأتَهُ بالعلمِ.. لن يؤذيكا
تدري المنالَ الصعبَ أن قِطافَهُ
من غيرِ بابِ الصبرِ لن يأتيكا
لولا مرورُكَ في العقولِ بأهلِها
ما كُنتَ يا دربَ النجاحِ سليكا
**
خلعَ النبيُ على المُعلمِ إرثَهُ
فغدا بذلك للنبيِ شريكا
قف بي عليه ملوِّحاً بعطائهِ
فإذا وقفتَ فلا يدٌ تُقصيكا
هو وحدهُ الحاني عليكَ جُهودُه
وعلى دروبِ المجدِ من يَبنيكا
**
عن كُلِّ جيلٍ قامَ من كبواتهِ
الكُبرى وكلُ أبٍ لهم يرويكا
وعن السنينِ الصُفرِ كيف تجمهرت
ووجدتَّ أمَّك بالدّعا تَكسيكا
مهما لويتُ على الوفاءِ مشاعري
سأرى عطائيَ باهتاً وركيكا
سأرى خيالَ أبي إزاءَك واقفاً
لأقولَ: يا أبتي السلامُ عليكا
***
وطني فديتُكَ أنتَ كلُّ جوارحي
إن غبتُ عنكَ، منِ الذي يفديكا؟
أنا لم أخُض حرباً إليكَ بغيرِ ما
ستراه من ثَمرِ العلومِ لَديكا
إن الشهادةَ في اليدينِ سلاحُنا
وطريقُنا نحوَ الوصولِ إلَيكا
عناوين ذات صلة: