محمود ياسين يكتب حول حادثة مقتل امرأة في العدين إب: أنا امرأة ماتت بعد أن مات كل الرجال
طاقم عسكري يقتحم بيت امرأة وحيدة في العدين ويضربونها أمام أطفالها حتى الموت.
بطريقته يجعلك المجرم خائنا، كأنه يستعير يديك وصوتك، وكأن نزوعك للتعقل قد تحوّل بيد الجاهل لعقب بندقية يدق بها وجه مروءتك ويعلن في كل جريمة كم أنك متواطئ وسافل وأقل حتى من الالتفات لصوتك. صوتك وهو يناشد الضحية أن تتعقل وتموت بهدوء لأجل النسيج الاجتماعي والوطن!
عقِبُ البندقية التي شجت جبينك يا عدينية هي ذاتها التي سترتد لوجه العصابة.
أطفالك على نعشنا نحن، وجثتك الملقاة هناك تفصح عن أن كل نفَسٍ تبقى لنا هو محض إذلال.
لن نحضر جنازتك وسنكتفي برثاء رجولتنا: "كيف تنظر في عيني امرأة أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟".
في كل منا وجل ذلك الكائن الذي وقد جردوه من مروءته، يقف على جثمانك وهو يبحث عن حفرة لائقة بجثته، يلقيها ويستريح من كل هذا الوجع.
إذا جاءك الملكان يا عدينية قولي لهما: الله حق والجنة حق والنار حق، وأنا امرأة ماتت فقط بعد أن مات كل الرجال.