اهتمامات

ماذا تعني لك القومية اليمنية؟

بكر فائز يكتب: ماذا تعني لك القومية اليمنية؟


دعوني أكتب اليوم بإحساس روحي بعيد جدًا عن الأهداف السامية لكل الأقيال، أحدثكم عن مشاعري تجاه نفسي.
أحس اليوم بعد انتقالي بين عدة أفكار، قبل القومية اليمنية وجدت نفسي إسلاميًا (بمعنى أميل لمشاريع الجماعات الإسلامية)، ثم عروبيًا، ولا أنكر أن للانتماءين جوانب إيجابية كثيرة لكنها ولكونها مشاريع مستوردة، كانت بالنسبة لي كيمني قضايا لا يمكنني أن ألامسها، لأنها قضايا خارج واقعي، وفوق ذلك اليمن الذي هو أنا وأنا هو كان حضوره باهتًا في هذه الأيديولجيات.
يظل الإنسان اليمني يشعر أنه خارج الحسابات الحضارية لأي أيديولجية وهذا ليس عيبًا في الأيديولوجيات المستوردة بل عيب المستورِد اليمني الذي نسخها ولصقها دون محاولة لملاءمتها مع الذات اليمنية.
اليوم مع الأقيال أشعر أنني كائن وجد نفسه للتو، وولد من جديد، وجد قضيته التي جاء إلى هذا الكوكب يحملها في داخله.
كلما زاد تعمقي بمبادئ القومية أحس أنني أتعمق في ذاتي هناك في الروح بقايا نشوان والفقيه سعيد، بقايا عمر بن معد يكرب، وصوت امرئ القيس وهو يقول "دمون إنا معشر يمانون وإننا لأهلنا محبون".
كلما زاد ارتباطي بالرفاق الأقيال تجد نفسك محاطا باليمني الذي يعرفه التاريخ الثائر النزق والحر، الإنسان الذي تعيش روحه في مكان ما فوق كل مكان، تعيش مع الذوات اليمنية التي جابت الأرض تهدي الناس إلى الحضارة.. مع الإنسان اليمني الذي ظل يبحث عن معاني الروح، الإنسان اليمني الذي طالما عاش يبحث عن ذات الإله وعن معاني الأديان مذ وجه وجهه للشمس إلى أن وجه وجهه لله الواحد القهار وأطاعه وظل يتعبده وفق شرائعه المتتالية.
الإنسان اليمني الذي يعرف أن الإسلام معنى لا يمكن اختصاره في قاوق ولا في ركبة أو يد كائن لزج أيًا كان نسبه.
اليمني الذي طالما فهم فحوى الرسالات السماوية ووقف إلى جانبها بمعانيها التي جاءت بها لا كما تصور اليوم على أنها ملك يورث ممن لا يملكه إلى من لا يستحقه.
عشت بين الشباب اليمني قبل الأقيال بمختلف توجهاتهم وكلهم يتقد وطنية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وكلهم يحاولون أن يجدوا مرفأ يليق بسفينة اليمن العظيم، لكنهم وهذا ما أقوله من واقع تجربة، يفتقدون إلى البوصلة الحقيقية، البوصلة التي تشير إلى اليمن برموزه العظماء، ولا تشير تارة إلى قصور مصر وتارة إلى سجونها، بوصلة تشير إلى الزبيري إلى النعمان إلى نشوان إلى عبلهة لا إلى جيفارا ولا إلى ماركس ولا إلى حسن البنا..
أنا لا أعيب الأيديولجيات ولكنني أصف مشاعري وحسب.
السلام على الأقيال أينما حلوا، السلام عليهم وهم يستدركون أخطاءهم يومًا بعد يوم.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى