[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

حاتم علي - بطل الهوية العربية يغادر المشهد

عبدالسلام القيسي يكتب عن رحيل المخرج السوري العربي الكبير حاتم علي - بطل الهوية العربية يغادر المشهد


وأنت تشاهد مسلسل " الزير سالم" تتذكر المخرج حاتم علي
وأنت تشارك تغلب في الثأر للزهراء من لبيد الغساني وأنت تشاهد الزير وهو يقول : خطيبة الأخ وزوجة الصديق والمستجير لسن نساء
هن أشياء زائدة كأثداء الرجال؛ تتذكر المخرج السوري الراحل يومنا هذا حاتم علي
وأنت تشاهد صقر قريش
وهو يمتطي الصفير من دمشق إلى قرطبة
وأنت تشاهد عبدالرحمن الناصر يستقبل وفود الفرانس لتهنئته بنصره تتذكر حاتم علي
تتذكر حاتم علي وأنت تشاهد المعتمد ابن عباد يقيم الشعر ويقعده ابن تاشفين في أغمات تتذكر حاتم علي، تتذكره وأنت تشاهد الفاروق يحكي كيف للمؤمن أن يكون وللحاكم
وأنت تشاهد معركة حطين في مسلسله ( صلاح الدين الأيوبي ) تتذكر حاتم علي
حاتم علي ، وأنت تشاهدني تذكر الراحل السوري حاتم علي ، أنا الذي ربيت على تلك الثيمات العظيمة من الجاهلية إلى الميقات الحداثي هذا ، كنت معه لحظة لحظة ، من وصية كليب لأخيه ، أمام تلك الصخرة، و إلى كيف أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، إلى عبدالرحمن الداخل وهو يقول : أعوذ من عبد ملِك ومن خادم تسيد و إلى الرميكية وهي تعجن حياتها بالمسك والكافور،و إلى العامري وصبح ويا لفتنة أيرورا،نعم بشكنشية ، التي طالت الخلافة الأموية في الأندلس؛ تذكر حاتم علي
عليك أن تتذكر حاتم علي وأنت ترافقهم ، ملوك الطوائف من الجنة إلى الصحراء،وأنت ترافق الصليبي من القدس إلى أوربا ، وأنت تشمخ بهويتك وأنت تفكر بعروبتك وبامتداد العظمة في لحظتك هذه تذكر حاتم علي، كان حاتم علي عموداً من أعمدة البعث العروبي
ينتمي حاتم علي للفكرة الكلية ، للأرض والانسان والاسلام ، مسلسلاته تدار بإيجاز فريد ، وحقيقي ، ودرامياته ليست للتسلية كشأن أغلب الدراما العربية ، بل كان يقاتل ويصد ويحافظ وينمي نزعة القومية ، كان سلاحه هو الأدق والأصوب في مرحلة ظلت أزهى مراحلنا وليتنا حافظنا عليها لكنها يا للأسف أنسلت كما ذرات الرمل في الأصابع
بخضم شهرة حاتم علي ونجدت أنزور ، والثالث الليث حجو ، وأيضا بسام الملا كانت البلاد العربية محاطة بسياج صلب وكنا في أيام العلو والدراما الشامخة نتحدث ونحن أطفال عن الزير وعن صلاح الدين وعن كل ابطال هذه الجغرافيا فلما عجزوا وأبيضت شواربهم غزتنا العصملية الحديثة باسم الدراميات التركية ، نتحدث عن مراد وعثمان وعن ياماش وبامسي وتورغوت
ما قدمه حاتم علي ورفاقه للجمهور العربي يفوق ما قدمته الزعامات ، في ايام الملايين التي تتراص للتحايا ، وأنا مصر على كلامي وبدونهم تكاد هويتنا تندثر ، وتتلاشى
الكبار يرحلون ، في كل السياقات ، مات طرابيشي ، نبيل فاروق ، حاتم علي، واسماء كبيرة وشهيرة حافظت لعقود على روحية العرب بطريقتهم ودون سلاح ، أو خصومات
الرحمة والخلود لحاتم علي ، الفاتحة

عناوين ذات صلة:

عناوين ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى