آراء

نصر الحكومة..!

توفيق السامعي يكتب حول: نصر الحكومة..!


أمام مرأى من العالم المترقب لعودة حكومة التوافق الوطني الناتجة عن اتفاق الرياض، كانت جريمة إرهابية مشهودة في مطار عدن الدولي، تندرج ضمن عملية القرصنة الدولية الموجبة لتحرك عالمي ضد مرتكب تلك الحادثة الإرهابية الجبانة.
بات من نافلة القول إن الهدف لم يكن الحكومة بحد ذاتها، بل كان التوافق الوطني هو الهدف كونه رافعة لملمة شتات اليمنيين؛ ولأن هذا التوافق هو طريق إنقاذ الوطن من أزماته المختلفة.
من عمل كثيراً من أجل إغراق الوطن في أزماته ساءه ذلك النجاح في عودة الحكومة فكان لا بد أن يلقي بعض أوراقه في عدم نجاح العودة وعدم نجاح الاتفاق برمته وعدم نجاح الدبلوماسية السعودية التي قادت عملية التوافق تلك.
مما لا شك فيه أن ذلك الهجوم الإرهابي لن يكون الأخير في جعبة من لا يريد الخير للوطن ولا لتوحد أبنائه، بل ستكون هناك بعض المحاولات وبطرق شتى قد لا تكون بالسلاح فقط، بل ستشهر الكثير من الأسلحة في وجه الحكومة والدولة والشرعية، ومنها السلاح الاقتصادي وتعدد الأذرع العسكرية الأخرى والضغوطات السياسية وغيرها من الأسلحة، وقد تكون الإيعاز للحوثيين الضغط على جبهات الشرعية كما في كل مرة.
عقب الهجوم مباشرة، وبعدما كان الريال اليمني يشهد تحسناً متسارعاً، عاد للتدهور مجدداً، وعادت الحملات الإعلامية الممولة والمغرضة تقدح شرارة التمزيق والاستهداف لمكونات الشرعية والحكومة، مما يعني أن هناك الكثير في الطريق.
أمام تلك المشاهد المؤلمة، ومن بين أشلاء ودماء الضحايا وأنين الجرحى شقت الحكومة طريقها نحو قصر المعاشيق، نحو الثبات والاستقرار في العاصمة التي وصلت إليها للتو لتمكث في الأرض لا تثنيها الهجمات الإرهابية ولا رسائل التهديد المختلفة.
ثمة أمور كثيرة على الحكومة اتخاذها لتنتصر على الأرض، ولتثبت للشعب صلابتها وصمودها، الشعب الذي يؤمل عليها كثيراً في انتشال الوطن من أزماته المختلفة الباحث عن القيادة الحقيقية أمل كل متعطش للدولة والأمن والاستقرار.
من هذه الأمور إصرار الحكومة وأعضائها على الثبات والتحدي مهما كانت التهديدات والمزالق، ومهما كانت المضايقات، ومهما كانت الضغوطات لتكون بحجم الوطن وشموخ جباله وصلابتها.
هذا ما عكسه خطاب رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك الخميس الماضي الذي وقف عند الكثير من النقاط الإيجابية ورسائل الطمأنة التي بعث بها في خطابه وتلقفتها كل وسائل الإعلام.
ثبات الحكومة ومزاولتها عملها في هذه الظروف الصعبة من عدن هو الانتصار بعينه، وهو التحدي الكبير لمن أراد إفشال الاتفاق، وجولات الحكومة المختلفة وزياراتها الميدانية للمشافي والاطلاع على أوضاع الجرحى هو الطريق الصحيح الذي جعل كافة اليمنيين يشيدون بتلك التحركات وذلك الثبات كأولى خطوات تسيير العمل من العاصمة المؤقتة.
الظروف الأمنية التي واجهتها الحكومة لتوها وقبل أن تغادر الطائرة التي تقلهم حددت أولويات عمل وبرنامج الحكومة والذي يأتي على رأسها المضي قدماً في تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض كأهم محتوى ذلك الاتفاق حتى لا تعمل الحكومة تحت رحمة التهديدات ولا تقيدها الضغوط المختلفة.
تحركت الكثير من الأوراق بعد تشكيل الحكومة وما زال بعض زفرات المغتاظين من ذلك الاتفاق تطيش يميناً وشمالاً، وتحركات بعض الأجنحة المسلحة وتنقلها من مكان إلى آخر تصب في ذات الاتجاه، لكن الأيام ستكشف كل الخبايا وتسقط كل الأقنعة.
كما عرفت عدن بمدينة السلام والاستقرار والتعايش ستثبت هذه الحقيقة أيضاً في قادم الأيام حتى لا تتلوث بالصراعات، ولا تكون ساحة لتصفيات الأجندة الخبيثة.
في كل المعارك العسكرية وحتى غير العسكرية يكون الثبات في الملمات هو بوابة النصر وبوابة الانطلاق نحو التحليق عالياً بالأوطان وأمام حكومتنا هذه الحقيقة ماثلة للعيان وواضحة وضوح الشمس.

زر الذهاب إلى الأعلى