آراء

التقارب الخليجي شارة خير لليمن

مصطفى ناجي الجيزي يكتب: التقارب الخليجي شارة خير لليمن


متوقع أن ينعكس الحد الأدنى من التقارب الخليجي - الخليجي إيجابا على اليمن. فالهشاشة الكلية للبلاد والتشطي الاجتماعي والانقاسامات الحادة جعلتنا أرضية رخوة للاستقطابات وفاقمت من معاناة اليمنيين وحصد مكاسبها الحوثي وحيدًا.
على اكثر من صعيد تضررنا:
ما كان أغنانا عن حالة الاحتراب الإعلامي التي دفعت بالبعض إلى أن يلقي بنفسه بكامل ثقله في صراعات غيره، والبعض ابتذل الخصومة وقدح في أهله ووطنه.
لم نشهد تراشقا وفجورا بين اليمنيين كالذي شهدناه منذ أن حدث هذا الصراع العاصف. انكشفنا حتى الآخر وأصبحت حكومتنا مرتهنة للخضوع والتسليم الكامل أو الاتهام المسبق بالعمالة والتخوين!!
وهذا حرمها من هامش مناورة داخل التحالف ومن القدرة على أخذ مسافة آمنة من السياسات الخليجية البينية تراعي فيها مصلحة البلاد وتلم بها شتات اليمنيين وتدخر الوقت والجهد للمعركة الرئيسة وهي معركة استعادة الدولة.
أكثر الخسائر ماديا واستراتيجيا وبشريا تعرضت لها البلاد منذ انفجار صراع قطر وجيرانها. تعرقلت المعركة إلى حد الجمود وانخرطت المناطق التي تحت سيطرة الحكومة في سباق نحو تنازع النفوذ بين الفصائل أزال صفة الدولة عن الحاكمين. بل تفجرت اقتتالات بينية. وخسرنا أفضل العتاد والرجال في معركة العلم دون القدرة على اتخاذ الرد المناسب.
تراجع الجيش من نهم وفقد أجزاء في الجوف وتعرضت قلعة مأرب لنيران عنيفة. وفي الساحل الغربي تعثرت جهود استعادة ميناء الحديدة باتفاق أعرج. وحرمت البلاد من ادارة مواردها وتضعضع الاقتصاد.
تنابز اليمنيون بألقاب قبيحة استجروها من صراع الخليجيين وتوجهت الجزيرة وجهة معادية لمصالح اليمنيين ومنحت عبد الملك الحوثي مساحة إعلامية أكبر مما كان يحلم.
إمكانية التصالح بين دول الخليج كبيرة. ونحن سنخسر أكثر في معركة لا تبدو قابلة للعقلنة في المنظور الاقتصادي أو الاستراتيجي.
لدى السعودية خط رجعة دوما وهو الملك الذي يحظى بتقدير ويستطيع لملمة الأمور.
آمل أن ينتقل التقارب السعودي القطري إلى مرحلة أكبر مستقبلا مع أن دوافع التقارب هو درء الخطر الإيراني والتحوط لقادم الأيام في عهد بايدن.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى