الموروث الوثني
أحمد ردمان يكتب عن: الموروث الوثني
ينطلق الناس في حياتهم بتأثير من قناعاتهم التي تشكّلها الأيديولوجيا الدينية أو العرف أو المصلحة أو غير ذلك من الدوافع المتعددة. ولعل أعظم تأثير يتحكم في مسيرة البشر هو الموروث الديني أيا كانت الديانة التي يعتقدها الفرد إذ أن الدين محفز للعمل اليومي، ومشجع على تكرار ذات الأعمال دون كلل كونها الطريق إلى إرضاء الضمير الديني في كينونة الإنسان.
ولقد تنبه السلاليون لهذه القضية فعمدوا إلى إعادة صياغة الدين وفقا لمقاييس الشهوة السلالية في السلطة والثروة فأنتجوا موروثا دينيا زاخرا بالكذب على الدين، وأجادوا التسويق لخرافاتهم في أسواق الجهل الديني الذي خطّوا مساره بتزوير النصوص الدينية وتحريف معانيها فنتج لليمنيين موروثا وثنيا أقنع البعض بأن يقدس النُّطف السلالية على حساب قيم المساواة الدينية، ويبغي رضوان الله من خلال القيام بأعمال تكفل تحقيق الشهوة السلالية، ويتجنب الطريق إلى الجحيم بسلوكه منهج السلالي الرجيم.
وحينها أرخص اليمني دمه ظانّا أنه يريقه في محراب الرضوان الإلهي كنتيجة طبيعية للموروث الوثني الذي خالط شغاف قلبه ليستعذب العذاب في الطريق الوعر لتحقيق أهداف الغزاة الرسيين.
ومع مرور أيام الانقلاب الإمامي منذ بضع سنوات ينمو الموروث الوثني في أنفس البعض من اليمنيين المختطفين في المحافظات المحتلة لتثمر ألغاما في حاضر اليمنيين، وتنذر بالأسوأ في مستقبلهم، وذاك ما يجعل من حسم المعركة مع السلالة أمرا لا يقبل التأجيل، وضرورة لا تحتمل التأخير.
ولعل في تشكيل الحكومة واستقرارها في عدن، وما صاحب ذلك من متغيرات إقليمية تمثلت في المصالحة بين الأشقاء في الخليج، ما يهيئ لبارقة أمل تتشكل في ضوئها رؤية جديدة ينبثق عنها دعم حقيقي للجيش الوطني لاستعادة الدولة ودحر الانقلاب الإمامي المشئوم، لتتطهر اليمن من جنابتها، وتتبدد الموروثات الوثنية تحت الضربات الحميرية لأبطال الجيش الوطني الذي ينتظره اليمنيون في كل شبر من يمننا الحبيب.