عودة الجبال (قصيدة)
قصيدة د. نجيب الشرجبي تحت عنوان: عودة الجبال في اليمن
لقد وقفت على اللّهبِ الظِّلالُ
مُسائِلةً، وقد وقف السُّؤالُ
وقد بدتِ الحقيقةُ دُون لبسٍ
وخاب الغادِرُون، ولم ينالُوا
وأيقظ غفوة البُركانِ حقٌّ
يقُولُ لِمن تساءل ما يُقالُ
إذا ابتُلِي الرِّجالُ، فقُم إليهم
وقُل لا يُبتلى إلّا الرّجالُ
لقد صدقُوا العُهود، فلم يخافُوا
سِوى عارِ الهُرُوبِ، ولم يُبالُوا
ولا خابت بهم آمالُ شعبٍ
بهِ التحمُوا، فطال بهم، وطالُوا
مضوا والنّارُ ناظِرةٌ إليهم
كأنّ جُسُومهم سِورٌ طِوالُ
بها داسُوا اللّهِيب، لهيب حِقدٍ
أصاب دُخانهُ منهم سُعالُ
وقالوا: لا رُجُوع لنا.. فإمّا
حياةٌ بِالكرامةِ أو نكالُ
صحت عدنُ الحبيبةُ مِن كراها
تُصافِحُهُم، وخولانُ الطِّيالُ
وقام مُسائلًا جبلٌ وبحرٌ:
أشوقٌ يا بُريقةُ؟ أم وِصالُ؟!
هنا الأذواءُ والأقيالُ عادُوا
فعاد القولُ أجزل والفعالُ
صواريخُ الإِمامةِ لم تزِدهُم
سِوى ثِقةٍ بِأنهمُ الجِبالُ
فمن يكُ فادِيًا بِالنّفسِ شعبًا
فليس يُعِيقُ هِمّتهُ المُحالُ
وليس بِمُعجِزِ الأحرارِ صبرٌ
على مُرِّ القضيّةِ، واحتِمالُ
عدُوُّ الشّعبِ يعلمُ أنّ فيهم
خلاص الشّعبِ منه، وما يزالُ..
يخافُ إذا توحّدتِ الأيادي
عليه، ولِلجنوبِ دنا الشّمالُ
وهل شرعُ الإمامةِ مُنذُ حاقت
سِوى التّفريقِ، بينهُما يُخالُ؟!
وهل سُننُ الإمامِيّين إلّا ان
قِلابٌ، واعتِقالٌ، واغتِيالُ؟!
همُ الدُّخلاءُ إِن نُسِبُوا.. فما في ال
بلادِ لِأصلِهِم عمٌّ وخالُ
فكيف تنكّرُوا لمن استضافت
سُلالتهُم، وهُم داءٌ عُضالُ
وكيف بِأرضِها عاثُوا فسادًا
وكيف بِشعبِها غدروا وحالُوا
لهم مهما طغوا بِالشّعبِ يومٌ
به ستُفِيقُ لاهِبةً أزالُ
وتُشرِقُ مِن تعِزّ وإِبّ فيه
شُمُوسٌ ما لِطلعتِها زوالُ
وتنسرِبُ الحُديدةُ مِن حدِيدٍ
على يدِها، وتشتعلُ الرّمالُ
وتنتفضُ البلادُ به عليهم
فليس لِمثلِهِم منها امتِثالُ
وليس لِمثلِهِم فيها مكانٌ
وقد نقضوا العهود بها ومالوا
لهم يومٌ سيعلمُ فيه مِنهم
دعِيٌّ، ما الحرامُ وما الحلالُ
فإنّ لِكُلِّ طاغيةٍ زوالًا
يُلاحِقُهُ، وإِن طال المطالُ
ولِليمنِ البقاءُ.. وكُلُّ آتٍ
سِوى اليمنِيِّ ظنٌّ واحتِمالُ
د. نجيب الشرجبي
عناوين ذات صلة: