اهتمامات

الحال في صنعاء

ضياء الحق ملهي يكتب: الحال في صنعاء


كلما خرجت في شوارع صنعاء أحسست أني في بلاد غير بلادي وفي وطن لا أعرفه ولا يعرفني..
الحديث اليومي لكل من أعرفهم أو لا أعرفهم هو الهجرة..
كيف نهاجر... فين ممكن نقدّم... أيش الدول اللي تقبل اللجوء... أيش أفضل الطرق للتقديم؟!
وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي تعكس الوضع المتأزم واليأس الذي أصاب الناس كلها..
صاحبي اليوم يقول لي وبالحرف الواحد:
"كنت زمان احس نفسي لاجيء في اليمن بس كنت لازلت اعتبرها بلد اقدر اعيش فيه، الآن اصبحت احس نفسي دخيل أو كائن غير مرغوب فيه نهائيًّا.. احس اني في مكان لا أنتمي إليه اطلاقًا".
الهوية اليمنية ليست إغلاق المحلات الصغيرة وقطع أرزاق الناس!
ولا هي منع حفلات التخرج وكسر نفوس الشباب التي تتمنى بتخرجها أن تَفرح وتُفرح أهاليها بها، بعد تعبِ وكفاحِ سنين، خاصة مع وضعنا الراهن!
ولا هي التشكيك في كل ذكر وأنثى متواجدين مع بعض في أي مكان عام بدون وثائقَ تثبت علاقتهم أو طفلٍ يشفع لهم!
الهوية اليمنية أن أكون ساكنًا في بلدي آمنًا مطمئنا، أفتخر بثقافتي وتاريخي وإرثي الحضاري ورأسي مرفوع، وأنا أرى بلادي تسعى لتطوير الاقتصاد والتعليم وتُشجع الشباب وتفتح الأبواب للاستثمارات والمشاريع للجميع..
الهوية اليمنية مفهومها أكبر وأعظم من مجرد تصرفات غير محسوب ضررها أكثر من فائدتها..
محتاجون أن تكون هويتنا الفرح والطموح والنجاح ونثبت للجميع أنّا أقوى من العدوان والحرب والدمار الذي حاولوا ولسنوات طويلة أنهم يكسروننا من خلاله، لكن الناس استمرت وقاومت وعاشت رغم أنوفهم.

زر الذهاب إلى الأعلى