الحوثية جماعة تحيا مع الموت وتموت مع الحياة
نبيل وهبان يكتب: الحوثية جماعة تحيا مع الموت وتموت مع الحياة
حقيقة الجماعة الحوثية هي جماعة هجينة ولدت من تلاقح فكري بين الجعفرية الإمامية الاثناعشرية في إيران الخمينية والزيدية الجارودية في اليمن عائلة بدرالدين الحوثي مما نتج عنه نشوء مخلوق مشوه غير مكتمل النمو يعاني من نقص الوزن الفكري وفقر دم في الرؤى والمرجعيات الأدبية والثقافية.
كتب لهذه الجماعة الحياة نتيجة لتوفر البيئة المناسبة للحياة والزمان والمكان المناسب. تعرضت هذه الجماعة في مراحل نموها للكثير من المحاولات التي كادت أن تقضي عليها، إلا أن المتغيرات العالمية والمحلية ساعدت على نموها وتطورها واشتداد عودها وتوسع سيطرتها إلى درجة أن اليمنيين استفاقوا في صباح 21 سبتمبر 2014 وهم بدون جمهورية أو دولة اوجيش أو مؤسسات وسط ذهول محلي وإقليمي ودولي ونشوة نصر إيرانيه تعلن سقوط رابع عاصمة عربية في قبضتها.
وعودا إلى بداية حديثنا، قد يتساءل المتسائل:
لا يمكن لحركة هجينة جاءت نتيجة تلاقح غير طبيعي أن يكتب لها النجاح والعيش والتمدد والسيطرة كما حصل لجماعة الحوثي خاصة وهذه الجماعة مخلوق هجين يعاني من العدم والإملاق والإفلاس الفكري والثقافي والأدبي، وهذه المقومات الفكرية والأدبية من أهم عوامل نجاح أي حركة ولا يكتب النجاح إلا في وجودها!!
من هنا يتبادر إلى الذهن كيف استطاعت هذه الجماعة النجاح على الأرض بدون مقومات
فكرية أو ما هي البدائل التي عوضت الحركة المقومات الفكرية ليكتب لهذا النجاح والاستمرار وهذا التساؤل طبيعي ومنطقي يصعب الاجابه عليه عند الكثير.
حتى أن الكثير عزا ما حققته جماعة أنصار الله
إلى تدخل إلهي وهذا يصب في صلب ما يدعيه زعيم الجماعه بأنه حفيد النبي وموضوع الولاية.. وسلم العديد من اليمنيين منهم بعض المتعلمين وانخرط الكثير منهم في مسيرة الزنبلة.
كانت النخب الهاشمية على كل المستويات أكثر شرائح المجتمع فهما لماهية وتركيبة جماعة الحوثي، ولم يكن عند هذه النخب أي أمل في نجاح مشروع الحوثي لأن هذه النخب ومنها الزيدية السياسية كان لها طريقه تفكير أخرى في العودة والسيطرة على المفاصل الحساسة في الدولة واختراق الأحزاب والتنظيمات وكل المؤسسات والوزارات تعمل بها من سبعينيات القرن الماضي وان الإمام القادم الذي يعدون له سيطل على اليمنيين ببنطلون وكرفتة كما صرح بذلك أحد أهم زعماء الزيدية السياسية اللواء يحيى المتوكل.
كانت النخب الهاشمية أكثر ذهولا بما حققته جماعة أنصار على الارض. وسرعان ما هبت هذه النخب للانخراط في مسيرة الحوثي ووضعت كل ما حققته من مكتسبات تحت تصرف القياده الربانية والمسيرة القرآنية!! على الرغم أن النخب الهاشمية أكثر الشرائح استهزاء وسخرية من الفكر لكن ما تحقق على الأرض للحوثي وتحقيقه لحلم العودة والسيطرة على الحكم الذي عجزت عن تحقيقه هذه النخب مما عجل بالتسليم المطلق لعبد الملك الحوثي الذي لم يحصل على الشهادة الابتدائية من قبل المثقفين والمفكرين والأساتذة الجامعيين الهاشميين. وهذا شكل عاملا مساعدا ومهما في نجاح واستمرار جماعة الحوثي في السيطرة على الدولة اليمنية وعاصمتها.
وعودة إلى موضوعنا ما هو العامل الذي عوض به الحوثي الفراغ الفكري والثقافي لحركته حتى تحقق لها النجاح والسيطرة على مؤسسات الدولة اليمنية وزج اليمن في أتون صراع ياكل الأخضر واليابس مرت عليه سبع سنوات!
ومن خلال اطلاعي ومعايشتي للأحداث ودراستها والاشتراك بفاعلية في صميم وقلب الأحداث حتى اكتويت بشخصي عن قرب بنار هذه الأحداث
إنها البربرية.. إنها الدماء.. إنه الموت.. إنه الدمار.. إنه الظلم إنها المعتقلات والسجون.. إنه سرقة أقوات
اليمنيين ومرتباتهم ونهب أموالهم وتسميم مستقبل أجيالهم.
فمن شعاره الموت لا يمكن أن يقدم للناس الحياة.
إنه الإرهاب بعينه وصفته.. والإرهاب حوثي والحوثي إرهابي.. تلازم ليس له انفصام. إرهاب عابر للأزمنة تتناقله الأجيال.
فإذا لم يكن الحوثي إرهابيا، فمن هو الإرهابي؟!!