الحكاية التي لا تنتهي حجور (شعر)
شعر هشام باشا: الحكاية التي لا تنتهي حجور
أزِل من هُنا هذا الدُّخان المُكثّفا
لتلقى "حجُوريًّا" مِن النّصرِ أشرفا
وتلقى "حجُور" اللهِ في كلِّ قمةٍ
تخطُّ بأقلامِ الشّياهينِ أحرُفا
لتلقى التي إن قُلتُها خِلتُ أنني
ارتعشتُ وصقرٌ طار منّي ورفرفا
لتلقى التي يرجو الظّلامُ اصطيادها
وتصطادُه نارًا وجُندًا و"مُشرِفا"
وتسعلُ عِقبانًا، إذا الغدرُ لم ينم
وتلبسُ ممّا ينسُجُ المجدُ مِعطفا
وتمتدُّ مِلء العينِ، والفكرِ، والرُّؤى
نفوسًا وإدراكًا ودِينًا وموقِفا
ويهدمُ منها البغيُ سقفًا،وعزُّها
ينافسُ أحلام السماواتِ أسقُفا
وتجري لـ"صنعا" مثل أُمٍّ رضيعُها
أفاق، وتمضي عنهُ سِرًّا إذا غفا
"حجُورُ" أنا لا شعر لي كي أقولها
ولستُ نبيًّا كي أقول وأُنصِفا
أنا لا أراني في المرايا إذا بدت
وُجُوهُ الحجُوريين إلّا مُزّيفا
وأدركُ شِعرًا أنّني غير قادرٍ
أمام الحجُوريين إلّا التّوقّفا
وأشعُرُ إن مرّت "حجُورُ" على فمي
وقبّلتُها أنّي أُقبّلُ مُصحفا
وأحسبُها مرّت بقُربي إذا الهوا
تعطّر، والصّدرُ الخبيثُ تأفّفا
وأبصرُ جُرحي كُلّما صافحت يدِي
بنان "حجُوريٍّ"، يُصافحُ مُسعفا
"حجُورُ" أتدري ما "حجُورٌ"؟ حكايةٌ
تطولُ، ولا يكفي أمامي ولا كفى
جبالٌ مِن النّجوى، جبالٌ مِن الرُّؤى
وصوتٌ سحابيٌّ إذا قال أردفا
وآفاقُ آفاقٍ مِن النّاس رُكِّبت
على مثلِها قدرًا من العِزّ والوفا
"حجُورُ" رجالٌ تحتهم تصبحُ الحصى
نجومًا ومن أندائهم يُزهرُ الصّفا
نبِيُّون إن حدّثت عنهم كآبةً
زهت، وإذا حدّثت دمعا توقّفا
مُخيفُون كالغاباتِ في أعيُنِ الأذى
جميلون في عيني، وفي عينِ مُصطفى
نقيُّون جدًا، كُلّما جاء مُلحِدٌ
وشاهد معنى اللّهِ فيهم تصوّفا
هُمُ الملأُ الأعلى ولكِنّهم هُنا
يصُدُّون ما جنّ الزّمانُ وخرّفا
هُنا يضربون الوهم إن حرّف اسمه
ويرمون بالحّقِ المُبينِ المُحرّفا
إليهم يُشِيرُ اللّهُ إن جاء مدمعٌ
يُسائلهُ: يا مُنصِف الخلقِ، مُنصِفا
سِلامٌ عليهم، إنهم منزِلُ السّما
وتربيتُ يُمناها على من تخوّفا
وهُم...-إنّني يا دهرُ، لستُ أقولُهم
عليك لتعريفي إليك المُعرّفا
لأنّ الحجُوريين لم يحكِهم فمٌ
لتعرِفهم، لكِن لكي يتشرّفا
25 يناير 2021