شعر وأدب

طيبي يا مأرب (شعر)

قصيدة هشام باشا: طيبي يا مأرب


طيبي يا مأرب الله النفوسا
وانفُثي عن نفس الحق المجُوسا

إنهُ "أيلُولُ" يا مذحجهُ
عاد كي يلقاك بالنصر عريسا

ويرى من يخطبُون المُنتهى
بالرصاص السبئيات عرُوسا

مذحجيين يطُولون السما
بجباهٍ تمنحُ الأُفق الشمُوسا

والعبيديون ما أكبرهم
في البُطولات نُفُوسًا ورُؤوسا

إن "أيلُول" إليهم وبهم
عاد كي يُلقي على الغي دُروسا

ويرى النار التي لم تتعظ
بأبيها، تشربُ الموت كُؤوسا

والأنُوف القردعيات التي
نُهشت صارت نُيوبًا وضُرُوسا

تنهشُ الطاغي بحقدٍ شامخٍ
يجدُ العفو عن الطاغي نكُوسا

وعصا "نشوان" يُلقيها ابنُهُ
تلقفُ الباقي عن ثُعبان مُوسى

هكذا "أيلُولُ" والصوتُ الذي
بُطح الصمت به أرضًا وديسا

جاء، والسادسُ والعشرون من
عمره يومًا على الفُرس عبوسا

وبه عاد جناحًا فكرُنا،
وهُو الطيرُ الذي كان حبيسا

واسترد "اليمنُ" الاسم الذي
غيبتهُ الحقبُ السودُ حُبُوسا

ليرى بعد قُرونٍ نفسهُ
من جديدٍ للسماوات جليسا

يا رُجوع الورم الماضي، لمن
عُدت؟! كُل صار جراحًا و"مُوسا"

وسنا "أيلُول" ما زال على
ذاتنا دهرًا مُن الضوء نفيسا

يا رئيس الدهر، يا "أيلُول" يا
سعدنا البادي على الفرس نُحُوسا

أنت "أيلُولُ" ولا كُنا إذن
لو رضينا غير "أيلُول" رئيسا

هشام باشا

زر الذهاب إلى الأعلى