تقارير ووثائقرئيسية

تصريحات نصر الله حول مأرب اليمن: أبعاد ودلالات (تقرير خاص)

تصريحات نصر الله حول مأرب وسط اليمن على ضوء تصعيد مليشيات الحوثي: أبعاد ودلالات (تقرير خاص)


أثارت تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، حسن نصر الله ، بشأن محافظة مأرب وسط اليمن، موجة من التعليقات، بما حملته من أبعاد ودلالات ترتبط بالتوقيت في ظل التصعيد الذي تقوده مليشيات الحوثي باتجاه المحافظة الاستراتيجية وسط اليمن.
وكان نصر الله، الذي يعد أبرز حلقة بين الأذرع الإيرانية إلى جانب الحوثيين، ظهر في خطاب مؤخراً، وزعم أن مسحلي المليشيات الحوثية في مواقع متقدمة باتجاه مأرب، وسعى لمؤزرتهم والتهجم على قوات الجيش اليمني ومجمل القوى اليمنية التي تواجههم، وأفصحت مضامين خطابه، عن جانب من دوافع التصعيد.
وأقر نصر الله، بسقوط قتلى من عناصر حزبه، أثناء مشاركتهم بالحرب إلى جانب الحوثي في اليمن، ليؤكد بذلك، معلومات لطالما أعلنت عنها الحكومة اليمنية، باعتبار الحزب طرفاً فيما طال مؤسسات الدولة اليمنية وفي الانتهاكات التي يركتبها الحوثيون في البلاد.
وفي ضوء تصريحات نصر الله التي احتفت بها وسائل إعلام الحوثي، بوصفها إسناداً من الذراع الإيرانية في بيروت، أو ما يطلقون عليه "محور المقاومة"، تحمل مجمل المضامين وتوقيت الخطاب، العديد من الدلالات والمضامين، المرتبطة بالتطورات، أو بحقائق الواقع فيما يشهده اليمن، وعموم التطورات دولياً، بما في ذلك، قدوم إدارة أمريكية جديدة، وهي إدارة جو بايدن.
واعتبر مراقبون تحدثوا لـ"نشوان نيوز"، أن أولى الدلالات التي حملتها هذه التصريحات، تتمثل في كونها تعكس مستوى الأهمية والأولوية وطبيعة الدافع الذي يقف وراء محاولة الحوثيين، التوسع إلى أهم المحافظات المحررة من المليشيات وسط البلاد.
وإذا كان حزب الله وإيران، في إدارة وتوجيه حروب الحوثي، بمثابة إحدى الملسمات المعروفة، بنظر المراقبين، فإن ما تقوله التصريحات، هو مدى ما يمثله الاستهداف الإيراني لمأرب، من أولوية تسعى من خلالها طهران ومن ورائها، إلى تحقيق رزمة من الأهداف.
ومن أبرز الأهداف محلياً، تلك المتعلقة بإمكانيات محافظة مأرب وموقعها في الحرب الحوثي إيرانية، منذ سنوات، وكأبرز معاقل الحكومة الشرعية والجيش الوطني ومجمل القوى اليمنية الواقفة في طريق المشروع الإيراني، فضلاً عما تتمتع به المحافظة كموقع استراتيجي وبوابة نحو الشرق اليمني، بالإضافة إلى كونها محافظة نفطية.
الجزء الآخر، يتعلق بكون التصعيد لا يعد سوى حلقة، في المشروع الإيراني الذي يسعى لكسب المعركة النهائية في اليمن بإضعاف موقف الحكومة الشرعية وكذلك التحالف العربي بقيادة السعودية، إذ أن ما يؤمله الحوثي من انتصار في مأرب ومن خلفه إيران، يُراد أن يقلب المعادلة رأساً على عقب، يمنياً وإقليمياً، بصرف النظر عن إمكانية تحققه.
في هذه الأثناء، تأتي تصريحات حسن نصر الله، لتفسر المحاولات الحوثية الانتحارية للتقدم بأي ثمن، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تتكبدها مليشياته، ويدفع خلالها بالآلاف من المغرر بهم بما في ذلك، إلقاء أطفال إلى محارق، باعتبار أن ما يسعى إليه، ينفذ أولوية صارمة للمحور الإيراني ويعتقد أنه سيكسب من خلاله الحرب الدائرة منذ سنوات.
كما أن التصريحات، تعكس من زاوية أخرى، التفسير الإيراني-الحوثي لدعوات السلام التي أطلقها دبلوماسيون دوليون، بما في ذلك، إدارة بايدن ومبعوثها إلى اليمن، تيم ليندركينغ، وكذلك المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إذ أن التحرك أبعد ما يكون عن مقتضيات السلام، بقدر ما يسعى لتوسيع رقعة السيطرة والسطوة الحوثية، الأمر الذي من شأنه تهيئة الأرضية لدورات أعنف من الصراع تتجاوز اليمن، وتهدد بصورة أساسية السعودية.
إلى جانب ذلك، جاء تصريح نصر الله، ليشير إلى أن موقف الحوثي الميداني الذي يتكبد خسائر كبيرة، الأمر الذي استدعى مؤازرة خارجية مباشرة، يمكن أن تقود إلى نتائج عكسية للأهداف المرجوة منها، إذا ما أحسنت الحكومة اليمنية والتحالف، قراءتها، وفق تعبير المراقبين.
وكانت التصريحات، أثارت موجة تعليقات في مواقع التواصل، حيث اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح أن من وصفه ب"حسن خامنئي الذي لا يجرؤ أن يخاطب أتباعه إلا من وراء شاشة يتحدث عن سيطرة مرتزقة طهران على مأرب".
وأضاف "قولوا له يستحي، وإذا تحدث إلى أتباعه مباشرة دون شاشة تلفزيونية، فيمكنه بعدها أن يتحدث عن سيدة الرمال وعاصمة السبئيين".
وكتب الصحفي محمد الشبيري على حسابه في تويتر أن معركة مارب كشفت "أن قرار الحوثيين ليس بيدهم، وأنهم أدوات، رغم انهم يحاولون اضفاء "المحلية/ الوطنية" على تحركاتهم.
وأضاف : حديث نصر الله فضح زيف هذه الادعاءات، وأن إراقة الدم اليمني هدفه "تحسين شروط التفاوض"، واعتبر أن "الأسوأ من هذا هو محاولة تطييف الصراع في البلد، لقطع أي طريق على الحل السلمي".

عناوين ذات صلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى