شعر وأدب

الوعد المأربي (شعر)

قصيدة الشاعر المثنى الهمداني: الوعد المأربي (شعر)


لأنكَ مُحتلُ، دخيلُ، وغاصبُ
وهذي التي تأباكَ ياوغدُ (ماربُ)

ومارب جزء من بلادٍ أبيةٍ
مشارقها ثوريةُ والمغاربُ

وليستْ بلادي ضيعةً فارسيةً
لترضاكَ أو يأتيك منها تجاوبُ

وماربُ منها، وهي إن رمت غزوها
فمغزاكَ مكسورُ ومرماكَ خائبُ

ولو لم تكن من غير فهمٍ لربما
أتيح لها أن علمتكَ التجاربُ

ولكنكَ الأعمى تجرعت موتها
مراراً وكم ساءت عليكَ العواقبُ

وكم مرةً صدرت جيشاً لكسرها
كتائب أوغادٍ تليها كتائبُ

وماكان إلا أن أُسيلت دماؤهم
على حد سيف الموتِ والموتُ شاربُ

نسجت الأماني آملاً في دخولها
وحاولت ، لكن ارهقتكَ المصاعبُ

نسجت الأماني والأماني كبيرة
وأنت صغير عندها لا تُناسبُ

فما بالتمني يبلغ المرء حلمه
ولا بترجيها تُنالُ المطالبُ

وماربُ احلام كبارُ حلمتها
ولا تبلغ الحلم الكبير الطحالب

لأن بها قومُ من الصعبِ أن يُرى
بهم وهنُ أو تعتريهم متاعبُ

بها تبع الأملاكِ من آل حميرٍ
ومن حولهِ أقيالها والمكاربُ

إذا قال عنهم قائلُ (خار عزمهم)
بدا القولُ مكذوبُ ومن قال كاذب ُ

يمانون سل كسراكَ عنهم إذ التقوا
به، سلهُ إذ ضاقت عليهِ المهاربُ

بإيوانهِ قالوا : هُنا الملكُ ملكنا
ونحن ملوك الارض والله واهبُ

باسيافنا نصغي باسيافنا نرى
ونحن بها إن صمّ وغدُ نُخاطبُ

هم الكبرياء، العز، والغضبةُ التي
تقولُ إذا حانت هو الله غاضبُ

هم الماربيون العصيون كلما
طلبت اذاهم عز ما انت طالبُ

تعلقُ صنعاءُ عليهم رجاءها
بمحوكَ والدنيا بشوقِ تُراقبُ

لها عندهم يومُ من المجدِ قادمُ
ويومكَ في صنعاء لا شكَّ ذاهبُ

هو الوعد، وعدُ ماربيُّ مؤكدُ
وإيفاء أهل النبلِ بالوعد واجبُ

 

زر الذهاب إلى الأعلى