آراء

حقوق النساء في اليمن ضحية منسية في الحرب

سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن هانس جروندبرج يكتب: حقوق النساء في اليمن ضحية منسية في الحرب


في غضون أسبوعين، ستدخل اليمن العام السابع من الحرب التي دفعت بالبلاد إلى معاناة ودمار لا يمكن تصورهما. أثرت الحرب بشكل خطير على جميع اليمنيين – رجالا ونساءا وأطفالا. ورغم إظهارهم صمودا وعزما لافتين إلا أن النساء والفتيات اليمنيات هن الأكثر تأثرا.
فحتى قبل الحرب، واجهت اليمن مستويات مفزعة من عدم المساواة بين الجنسين، وتتذيل الآن جميع المؤشرات العالمية الخاصة بالمساواة بين الجنسين. كما أن ارتفاع زواج الأطفال العام الماضي بسبب العوائق المالية التي تواجهها الأسر اليمنية يبعث على القلق بشكل كبير. كما أدت جائحة كوفيد-19 إلى ارتفاع مستوى العنف القائم على النوع الاجتماعي.

أدت 6 سنوات من الحرب والأزمة الإنسانية التي تسوء يوميا إلى مزيد من التهميش للنساء والفتيات اليمنيات. رغم ذلك، تظل اليمن وطناً لكثير من المناصرين الشجعان والأقوياء لحقوق المرأة، أغلبهم من النساء، ويواجهون مخاطر كبيرة.
ومع وجود حاجة ملحة لإنهاء الحرب، فإن ضمان جميع حقوق اليمنيين أمر لا يمكن أن ينتظر. يمكن لليمنيين والشركاء الدوليين ويجب عليهم العمل بمثابرة لضمان الحقوق الكاملة للمرأة وقدرتها على الإسهام والمشاركة على كافة مستويات المجتمع. نحتاج بشكل جماعي إلى ضمان الحقوق الأساسية لنصف سكان اليمن.

وبالرغم من الأهداف المتفق عليها، لم يتم تعيين نساء في الحكومة اليمنية الجديدة. كان ذلك بمثابة نداء تذكير لجميع اليمنيين والمجتمع الدولي. أضحت حقيقة مثبتة أن احترام الحقوق الكاملة للمرأة وتمكينها كما ينبغي في كافة مستويات المجتمع لا يمثلان الاختيار الصائب فحسب بل الاختيار الذكي أيضا. لا توجد مبالغة في تقييم الفوائد المجتمعية لذلك، إلا أن الأمر بأكمله هو عملية تتطلب الوقت.
ورغم إحراز تقدم، لا يزال أمام الاتحاد الأوروبي نفسه طريق طويل ليقطعه في هذا المجال. حيث لا تتمتع النساء الأوروبيات بعد بالمزايا والحقوق المتساوية. وفي اليمن، سيواصل الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مناصرة الإشراك الحقيقي للمرأة في صنع القرار وفي عملية السلام وفي جميع القطاعات في جميع أنحاء اليمن. نستطيع ويجب علينا القيام بالمزيد.

يضع الاتحاد الأوروبي تمكين النساء اليمنيات في صميم جميع مشاريعه وانشطته وسياساته في اليمن. ومن خلال مشاريعنا دعمنا الاف النساء اليمنيات ومكنَّاهن اقتصاديا وساهمنا في منحهن الثقة والأمل.

وفي هذا الصدد تلهمني قصة إيمان الحملي، وهي امرأة يمنية من حجة انشأت أول شبكة مصغرة للطاقة الشمسية مع عشر نساء أخريات في شمال غرب اليمن في منطقة غير بعيدة عن المواجهات. هؤلاء النساء يقمن الآن بتشغيل محطتهن الصغيرة التي توفر لهن دخلا مستداما، وعلى نفس القدر من الأهمية، توفر تلك المحطة طاقة نظيفة منخفضة الكلفة لمجتمعهن.
اختيرت إيمان كواحدة من بين 100 امرأة للعام 2020 من قبل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لدورها الخلاق في هذا المجال. بالطبع هنالك عدد لا يحصى من النساء أمثال إيمان في اليمن وهن بحاجة للحصول على الفرصة لإطلاق إمكاناتهن وتغيير مجتمعاتهن.

وبينما نمضي في عملنا دون كلل من أجل السلام في اليمن، سيواصل الاتحاد الأوروبي تعزيز المساواة بين الجنسين في اليمن مع شركائنا في جميع المجالات: سياسيا وتنمويا وانسانيا. الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة اليمن في التوجه نحو مجتمع متساوٍ تساهم فيه النساء في صياغة مستقبل بلادهن ويصبحن نموذجا يحتذى به لأطفالنا وأولادنا وبناتنا.

عناوين ذات صلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى