الأحمدي والحوثي وصراعات الصف الجمهوري
فتاح الحميري يكتب: الأحمدي والحوثي وصراعات الصف الجمهوري
"الحوثي ذيل ذليل لكن يعمل مستغلا إمكانيات عاصمة وخبرة مؤسسات"
وردت هذه العبارة في المقال الأخير للأستاذ عادل الأحمدي. وهي فكرة ذكية وملهمة كماهي كتابات الأستاذ بشكل عام، وكما هو هذا
المقال بشكل خاص فهو يتجاوز طريقة الكتابة الصحفية بمستواها العادي وطبيعتها أثناء الصراعات التي تكون السطحية والمبالغات هي سمتها الرئيسية.
يخوض الأستاذ المعركة بطريقة مختلفة ويسطر نضالا فريداً فقد تمرس مبكرا في خوض هذه المعركة وأتقن طرقها وأجاد فروسيتها وأبدع في فك شفراتها وحل ألغازها بمنهجية المفكر والمؤرخ وليس الكاتب الصحفي وحسب.
وبالتالي فإن الأستاذ اليوم حين خبر المعركة الوطنية مبكرا بكل مخاطرها وتطرفاتها فكان مختلفا في نضاله.
حين تصارع الصف الجمهوري وتشتت وتناقض في معارك صغيرة وتطرفات مبالغة كان الأستاذ أكثر دقة وحكمة واتزانا وإنصافا ودعوة ناضجة للتوحد الصف الجمهوري والترفع عن الصراعات الصغيرة.
يكفي الأستاذ فخرا وشرفا وإنجازا أنه بدأ هذا المسار شبه وحيدا دون أن يؤثر في البداية على التطرفات والمبالغات المؤقتة التي كانت منخدعة وراء تطرفات وشعارات مخادعة ومضللة ولكنها في النهاية وصلت إلى طريق مسدود وأصبحت تتبلور نضجها وتعي دورس التجربة وتمثل كقطرات غيث تتجمع من هنا وهنالك لتشكل سيلا عارما وتعيد تصحيح مسار المعركة الوطنية.
وهكذا أصبحت اليوم الرؤية أكثر وضوحا وأصبح هذا التيار يقوى أكثر وتنعكس تأثيراته الإيجابية على الأحداث رغم كل ما هنالك من تعثرات ومن شخصيات لا زالت تتحمس لإشعال الصراعات داخل الصف الجمهوري بطريقة أو بأخرى لكنها أصبحت أمام فرص اقل وتتحطم، أمام مثل هذه الدعوات على نضوج الوعي الوطني والجمهوري الذي كان الأستاذ عادل هو بدأ بنفخ هذه الروح الوطنية وما يزل ينفخ هذه الروح التي تدعوا لترميم تصدعات الصف الجمهوري كضرورة وطنية وكشرط أساسي لإنجاح المعركة ضد الحوثي وانطلاقا من الإنصاف والاعتراف بالحقائق دون تزويرها وتجاهلها
فمغالطة حقيقة ما بيد الحوثي من عامل قوة من تحكمه بمؤسسات دولة واجهزتها تأتي في سياق الصراعات الصغيرة داخل الصف الجمهوري التي خرجت عن حدود الموضوعية إلى المبالغات بالعداء ونكران ما تحقق في عهد صالح من إرساء مؤسسات قوية لا يمكن إنكارها مع كل فيها من انخلالات وما كل ما يؤخذ على سياسة صالح.
استاذنا القدير مبروك للوطن ما أنجزت في تشخيص المعركة والدعوة والعمل لتوحيد الصف الوطني ودمت شامخا قويا أكثر إلهاما وتجليا بوضوح الرؤية وعبقرية الأفكار.
عناوين ذات صلة: