علوي أحمد العواضي: بنك الوفاء والعلاقات في ذمة الله
الشيخ حسين العجي العواضي يكتب حول رحيل علوي أحمد العواضي: بنك الوفاء والعلاقات في ذمة الله
لم تنقشع عنا غيمة الحزن بفقدان والدتي الغالية، حتى فاجأنا القدر خلال أيام بوفاة الشيخ المناضل علوي أحمد العواضي. تعاضدا في الحيات وتضامنا في الرحيل عن دُنيانا الفانية إلى دار البقاء إلى جنة الخُلد بإذن الله تعالى.
المصاب جلل والخسارة فادحة، اللهم لا اعتراض على ما قضيت
كان الفقيد أخي وصهري وصديقي وتتلمذت في العمل الوطني والسياسي على يديه. عندما فجر أبطال سبتمبر الثورة كان الفقيد في الـ15 من العمر، أخذ بندقيته وهجر بدويته وانطلق إلى صنعاء للمشاركة في الدفاع عن ثورة سبتمبر 1962م، في أكثر من موقع من مواقع الشرف.
وبالمثل عندما فجر الأبطال ثورة أكتوبر لتحرير الشطر الجنوبي، انطلق مع صديق طفولته ورفيق دربه المرحوم الشيخ المناضل عبدربه منصور الرقابي، للمشاركة في الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني.
كان وظل حتى وفاته معجباً بشخصية الزعيم جمال عبد الناصر، ما دفعه إلى الالتحاق بالتنظيم الناصري وكان من القيادات الشابة النشطة والفاعلة، حتى استطاع أن يجذب إلى التنظيم الكثير من الشباب والمشائخ والضباط والشخصيات الفاعلة، وبالذات في شمال الشمال.
كل ذلك جعل الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي يعينه مديراً لناحية حيدان محافظة صعده ويوليه الإشراف على محافظة صعدة ومحيطها بما يمتلك من وزن وعلاقات في هذه المناطق لتغطية ضعف حضور الدولة وقوة نفوذ المشائخ المناهضين لمشروع الحمدي، وقد استطاع بنفوذه وعلاقاته أن يلجم تأثيرهم؛ بل أنه استطاع ومن خلال قبائل صعدة أن يمنع انعقاد مؤتمر للمشائخ المنشقين على الرئيس إبراهيم الحمدي في محافظة صعدة.
تعارف هو والشهيد إبراهيم الحمدي في قعطبة في معركة 1972م بين الشمال والجنوب ونشأت بينهم صداقة قوية.
كان المرحوم من الشخصيات الفاعلة في حركة التصحيح وهيئة التطوير التعاوني.
بعد فشل انقلاب 15 اكتوبر 1979م والذهاب إلى عدن وظهور الخلافات في التنظيم الناصري هجر العمل التنظيمي وظل على متمسك بناصريته . كان رحمه الله لا نذكر انقلاب 15 اكتوبر إلا ويظهر الآهات ويتمتم بأسماء عيسى وسالم والسقاف وعبدالسلام ويقول كان هؤلاء قيمة وطنية لم يخسرهم التنظيم إنما خسرتهم اليمن.
عُرف بكرمه الكبير ووفائه لأصدقائه وخدمته للناس وقدرته الفريدة على نسج العلاقات والحفاظ عليها ما حدا بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح أن يطلق عليها صفة بنك العلاقات.
يوم دخل الكهنوت الحوثي إلى العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، قرر مغادرة صنعاء في نفس اليوم، معللاً ذلك بإنه لم يتحمل رؤية المليشيات الإمامية تحوم حول بيته وإننا فشلنا خلال 50 عاماً في تعميق وتطبيق مفاهيم ومضامين الثورة لدى أبناء شعبنا، ما أتاح للإمامة أن تطل برأسها من جديد، وإن شعبنا بحاجة إلى ثورة أخرى تبني دوله دولة المواطنة التي تشكل السد المنيع في وجه المشاريع والعصبيات الصغيرة.
عندما يعطي رأيه أو قراءته في اي أمر لا يطيل في الكلام لكنه يصطاد مفاصله ويذهب إلى لب الموضوع.
أتذكر وأنا في زيارته في مديرية حيدان منطقة مران عام 1978م ونحن في زيارة لقبر نشوان الحميري وقد رأه مهملاً بعكس الاهتمام الذي تحظى به اضرحة الإمامة، قال للحاضرين لا تزال الإمامة مقيمة هنا، ولا يزال خطر انبعاثهم قائماً. فقال له المرحوم الشيخ ناصر حمود القعيصي قل هذا الكلام يا مدير للسلطة في صنعاء، فكان رده مشكلة صنعاء يا شيخ ناصر أنها لا تفهم صعدة، رحمه الله وكأنه كان يتنبأ ومن مران بما حدث ويحدث اليوم.
الفقيد من الرجال والمناضلين الذين لا يستهويهم الإعلام فلم ينل حقه في حياته أتمنى أن ينال قدر من حقه في مماته من خلال أن يكتب عنه من هو على قيد الحياة من زملائه وممن عرفوه ورافقوا دربه. إنصافاً له وخدمة للأجيال. عزاءنا في الفقيد انه ترك ذرية صالحة ورجالاً مُبرزين نعتز فيهم من بعده وفي المقدمة السفير عبدالسلام علوي
أعزي نفسي.
واخو الفقيد الشيخ علي احمد علوي
وأولاده.
عبدالله.
ومحمد.
وسامي.
وعبدالسلام.
وطارق.
وأحمد.
وعبدالملك.
وحمده.
وسامية.
وليلى.
وسمية.
وقرة عيني ورفيقة دربه
أختي العزيزة عزيزة.
والعزاء موصول لكل اصدقائه ومحبيه وكل ابناء شعبنا العظيم
وانا لله وإنا إليه راجعون