انقلب السحر على الساحر
محمد جميح يكتب: انقلب السحر على الساحر
بدأ الحوثي حربه على اليمنيين بأوهام السيطرة على اليمن، ومن ثم التحرك نحو الأراضي السعودية، لتلتحم قوة مليشيات إيران في اليمن بمرتزقتها في العراق، على أمل أن يتحرك شيعة المملكة والخليج، ومن ثم التحرك شمال الجزيرة للالتحام بحزب الله ومليشيات إيران في سوريا، وتتويج الحوثي "سيداً على الجزيرة العربية"، كما أوهمه أسياده في طهران.
كل حرب تبدأ بوهم، وتنتهي برماد...
ومن يطالع الجغرافيا اليمنية يجد أن ما تضاعف هو عدد المقابر، وليس مساحة اليمن التي وعد الكهنة بتوسيعها...
وفي سبيل الأحلام التي نفخها الإيرانيون في نفسه، لم بترك هذا الحوثي بيتاً في اليمن دون أن يدخل فيه العزاء...
حرض هذا الكاهن اليمنيين على اليمنيين، وضرب الأخ بأخيه، ووصل شره إلى كل مكان.
امتلأ غروراً، فقرر غزو مأرب، ظناً منه أنه سينال منها...
وهاهو اليوم – عقب تقهقر مليشياته في مأرب - ينكسر في تعز، حيث تقدم الجيش غربي مديرية مقبنة ليتحقق التحام الجيش والقوات المشتركة في الساحل، وتفتح الطرقات بين المدينة والساحل، وتهرب جموع المليشيات، ويواصل الجيش تقدمه على مشارف البرح.
وما إن هربت جموع الكهنة غرب تعز حتى تحركت المنطقة العسكرية الخامسة في مديريتي مستبا وعبس، حيث تم تحرير عشر قرى ليقترب الجيش من سوق الربوع، وتستمر المعارك باتجاه مركز مديرية عبس.
الحوثي لا يتقدم إلا بالتسلل وشراء الذمم، وزرع عناصره في المدن التي دخلها قبل دخولها، ولا يواجه إلا بأمواج بشرية تظهر جبنه واحتماءه بالكثرة التي ظن أنها يمكن أن تجدي.
هي أيام معدودة تحركت فيها جبهتان فقط غرب تعز وحجة، وحصل هذا التراجع الكبير للمليشيات، فكيف لو تحركت بالتزامن الجبهات الأخرى في الساحل الغربي والضالع وصعدة والبيضاء وغيرها.
أمران مهمان يخشاهما الحوثي: وجود قوة برية مدربة، لأن المعارك تحسمها القوات على الأرض، والأمر الآخر تحرك أكثر من جبهة تعمل على تشتيت قوة الكهنة، حيث انقلب السحر على الساحر "ولا يفلح الساحر حيث أتى".