اهتمامات

الكتابة في يوم الشعر العالمي بزمن الحرب

د. لمياء الكندي تكتب: الكتابة في يوم الشعر العالمي في زمن الحرب


بينما يقف العديد من الاصدقاء الشعراء للاحتفاء بيوم الشعر العالمي أجدني وقد كنت لفترة ما ادعي كتابة الشعر أشبه بغصن قطعوه عن جذعه عنوةً لقد أحدثت الحرب فينا إحدى اختراقاتها المشوهة التي دفعت بنا إلى التخلي عن نزعتنا في الكتابة المتأملة في فضاء الكلمة الحالمة والشعور الأجمل.

ابعدتنا الحرب كثيرا عنا عن أحلامنا صرنا نلتمس الحنين إلى تلك الكلمات البسيطة التي حملت نزيف جراحاتنا الحالمة بالحب، ابعدتنا كثيرا عن سماع موسيقى الروح وهي تثير رغبة الرقص فينا على وقع كمنجات قلوبنا واوتار مشاعرنا تراه على شكل سعادة غامرة ملئها الحب وأخرى على شكل عتاب وشوق لتشق كلماتنا العابرة منا إلينا طريقها إلى الشعر وفضائهُ الأرحب.
نعم مازال هناك بيننا العديد ممن لم تسلبه الحرب جمال روحه ولم تمنعه نارها الخبيثة في ان يقول لمن يحب احبك واحبكِ لم تمنعه الطرقات المزروعة بألغام الحرب من أن يجازف في الوصول إلى من يحب وان يتغنى بليلاه وان يفتح أمام قلبة نوافذ الشوق والحنين وان ينتصر لقلبه .
لقد تعلمنا من هؤلاء قانون الحياة الذي تمكنوا من خلاله ان يقوموا صلف الحرب بعدالة الشعر وظلم الحياة بإنصاف قلوبهم رغم الكدر.
ومع ذلك يوجد بيننا الكثير ممن اجلوا نبض قصائدهم واودعوها مساحات امنة فودعوا الكتابة عن اختلاجات الروح وتخلوا عن قطاف ازهار كلماتهم الجميلة لصالح ما يعتبرونه قضيتهم الأكبر في مواسم الحرب تركوا الشعر والغناء والموسيقى وطقوس الفرح كي يعبروا مضيق الوطن ويحشروا جنود الكلمات للدفاع عن وطنهم وكرامتهم ليكتبوا قصائد الحرب التي تخلد صمودهم فيعيدوا النفخ في روح الوطن وأبنائه الجمهوريين.
وهناك من تخلى عن الشعر لينتقل إلى طهر الكلمة والمقالة الصادقة ليقولوا للأعداء نحن هنا نحن لها في متارس الكلمة نحارب نواجه اعداء الظلام، نفضح تشوهات الإمامة العابرة إلينا كطاعون خبيث ننشر الوعي لأنه معركتنا الوجودية في حربنا مع تاريخ الإمامة بردائها الحوثي اللعين.
يخوض اليوم ابناء الوطن وأبناء الشعر وأبناء القلم وأبناء الفكر ملاحم حربهم بكل بسالة أمام خرافة وخرفان السلالة لأنهم لم يفقدوا الأمل بقيمهم ولا جمهوريتهم ولا بحقهم في العيش بكنف المسواة والمواطنة العادلة والحب الذي يأملونه.

لذا نراهم يكتبون كلما تجيد به قريحتهم بكل أشكال الكتابة شعرا ونثرا ومقالة وتحرير وتأليف لكي تُقرأ وتُسمع كلمتهم نجدهم يتوسطون هول المعركة بعنفوان الجندي والمقاوم الجمهوري الباسل الذين كلما أطلقوا رصاصة في جسد العدو أطلقوا أعيرت الكلمات القاتلة على رأسه وعلى فكره وعقيدته المشوهة ليجتثوا طغيان كبريائهم الغائر من عقول الشعب الذي يسعون إلى استعباده.
ولابد لكلا الطلقتين التي يطلقها الأديب والكاتب وتلك التي يطلقها الجندي في ساحة الدفاع ان تنتصر وان تستقر في قلب وجسد وعقل الطغيان الإمامي البغيض.
لابد لتلك الطلقات ان تحفر في ذاكرة ووجدان الشعب نقوش الشرف والحرية التي خطها لواء سبتمبر المجيد على جسد اليمن العظيم .
ولابد أن ننتصر بإذن الله.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى