صحف

عن سميي الشهيد الوائلي

أمين الوائلي يكتب عن استشهاد قائد المنطقة السادسة: عن سميي الشهيد


كان المساء يدلف، مساء الجمعة 26
مارس، وبدأ عادل الأحمدي يردد؛ ذهب أمين بقي أمين.. ويرمقني ولا يبين، لوامع بروق ودمدمة رعود راحت تتدافع بين حال وقال الأحمدي.
فيما بعد بقليل تناهى إلي الخبر.. بل النعي. فقط خالجني شعور غريب بالسكينة والوقار، كنت اختبرته مرة واحدة في حياتي قبل بضعة أشهر عندما شارفت على النهاية إلا قليلا.
تحفظ عادل وتحفظت على النشر أو إشاعة خبر استشهاد البطل الجمهوري والقائد المقاتل في الساعات الأولى، وآثرنا التريث كثيرا، لا احد يدري بظروف المعركة ساعتها، وإن كان ارتقاء القائد فيها هي زلزلة نصر يخوضه القادة بأرواحهم في مقدمة الصفوف.
جبهات اليمن الجمهوري قدمت للدنيا قادة اتعبوا القادة والقيادة بعدهم، وأزعم.. وقبلهم ايضا.
احتاج الأمر ليلة كاملة حتى بدأ النبأ في التداول قبل أن ننشر عنوانا.
بديهة عادل واتته لكتابة نعي مبكر بمداد المقام وزيت روحه.
لكنني ولليوم الثالث تنفر مني الكلمات، وهذه من المرات النادرة التي تتعطل فيها لدى الكاتب ملكة الكتابة ويتطلب حيلة مع وعلى الوقت ليعاود التهجي ويستعيد الحرف والكلمة والملكة.
ليس لدي، وبجدارة، ما أقوله .. ليس بعد. لكن لا بد من توقيع على صدر المقام قبل انصراف ثالثة الأيام.
وكأنها ليست فقط مجرد أسماء تشابهت أو تطابقت، إنها معان وأرواح وأقدار في لوح الغيب والشهادة انتقشت فكانت وكناها.
أغبط نفسي لأن سميي الذي تعرفون أو لأني سمي الذي تعرفون.
في مقام اللواء الشهيد أمين الوائلي..
أستحضر الجندية والعسكرية اليمنية، كل شرف وجسارة ورجولة وفتوة وكبرياء وجلال الجندية والعسكرية اليمنية التي انصهرت في شعلة اليمن الجمهوري وملأت الآفاق فداء ووفاء وبطولة وجمهورية.
تلقيت التعازي من كثر في استشهاد أمين الوائلي، حتى أبي حفظه الله خصني بتعزية. واخجل والله ان أكتب عن هذا في مقام كهذا. كما أخجل والله أن لا أكتب هذا وعن هذا وفي مقام كهذا.
خالص العزاء لأبناء واسرة وذوي اللواء الشهيد ورفاقه وجنوده ولليمن الجمهوري.. للجبهات والمتاريس والمواقع والتلال والوديان والصحاري والجبال. للوائليين من وصاب إلى الحزم. ولليمنيين من الأزل إلى الأبد.
الرحمة والخلود للشهداء
ولليمن المجد والبقاء.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى