اهتمامات

في الذكرى الثانية لاستشهاد الشهاب القيل خالد الدعيس

حافظ مطير يكتب: في الذكرى الثانية لاستشهاد الشهاب القيل خالد الدعيس


لا اخفيكم أني بإستشهاده فقدت اخا عزيزا وقيلا عظيما اصيلا فكنت على تواصل به بشكل مستمر منذ كان في صنعاء، وكان اول وصوله إلى عندي في مأرب فكان جلساته لا تمل وكان حماسه ولا يفل وكانت لقائتنا بشكل متواصل من اجل المشروع القومي فبفقدانه فقدت القومية اليمنية " أقيال " احد اعمدتها الصلبة وفقدت اليمن احد رموزها الوطنية والفكرية.
فاجرينا العديد من اللقاءات والجلسات الشعرية ولعل اجملها واعظمها هي قصيدته الدامغة التي تفوق 130 بيتا عن اليمن وحضارته والتي قدمها في مجلس حضره مجموعة من الشعراء والأقيال من ضمنهم القيل الشاعر عبدالكريم العفيري واقيال اخرين.
حيث كانت تلك الجلسة اشبه بندوة شعرية قومية كما لا زلت اتذكر الجلسة الشعرية مع القيل خالد العمودي ونقاشنا المستفيض حول اهمية الفن وضرورة تبني فنانيين اقيال كون الفنون الاداب هي نفس الامم والشعوب وروحها ويعتبر الفن الرسالة الاقوى لصناعة الوعي في الشعوب وخصوصا بعد ان قدمنا قصائده لأكثر من فنان لكي يغنوها ورفضوا بسبب نسفه للكهنوت والمشروع السلالي وتمجيده للحضارة والذات اليمنية وهي ذات القصائد التي صار الفنانين والمنشدين يغنوها اليوم.
ومن أجل ايصال الفن والرسالة القومية لكل اليمنيين اتفقنا على ضرورة انشاء الوسائل التي توصلها اليهم و كان من اهم الأولويات التي قررناها هو وضع خطة لإنشاء مركز اعلامي وإذاعة لمناهضة الكهنوت كمرحلة اولى توضع مقويايتها في نهم وتبث للمناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإرهابية.
والبدء بتأسيس صندوق مالي لإنشائها فشاءت الأقدار ان ذهب إلى عدن لمتابعة راتب والده رحمة الله تغشاه الذي توفي بداية عاصفة الحزم، وبعدها ذهب إلى مريس فكنت قلق عليه بشكل كبير وكنت احثه على ضرورة ان يرجع إلى مارب كون اهميته في المجال الفكري اهم حتى قبل استشهاده بثلاثة ايام قال لي سيرجع إلى مأرب بعد ان ينهي بعض اعماله هناك خلال يومين ثلاثة ايام لنتفاجئ بخبر استشهاده الذي كان صدمة كبيرة لنا وخسارة كبيرة على الوطن الذي كان اكبر همه كيف يتم تحريره من الكهنوت وكيف يتم تخليص وطننا من السرطان السلالي المميت.
فبعد ان استشهد تم استهدافنا في مأرب وتمت مطاردتنا وملاحقتنا وتوقف كل شيء.
فرحمة الله تغشاك لقد فقدناك وفقدتك القضية القومية وفقدتك اليمن وفقدك الجميع فلم اجد انبل و اصدق وأخلص منه لليمن والقضية القومية على الإطلاق.
وبرغم سوء الوضع إلا اني حاولت ان اكتب بعض المواقف في ذكرى استشهاده.
لانه مهما حاولنا ان نكتب عنه لا نستطيع ان نوفيه حقه وستعجز العبارات أمام موقفه.

زر الذهاب إلى الأعلى