اهتمامات

انتظرونا في رمضان

خالد عليان يكتب: انتظرونا في رمضان


يا له من سباق محموم، وايقاع متسارع في صراع النجوم والفضاء المفتوح فمنذ أشهر وجميع صناع الإعلام يرتبون للاستحواذ الحصري على الجماهير ويبذلون لذلك الأوقات والأفكار والأموال، ويطوعون الصعاب، ويتجاوزون أخطار الفيروس الغادر وتضاريس الحياة الصعبة التي خلفها، لكي نشاهد أو نسمع و نقرأ قبيل أيام رمضان المبارك الجملة الشهيرة في الإعلان والدعاية الرمضانية
(انتظرونا في رمضان).

إن فضائيات واذاعات ومواقع تفاعلية عربية وإسلامية تحث الخطى المتسارعة من أجل ان تكون في الصدارة وان يضعها جمهور المتابعين والمشاهدين والمستمعين في أوليات قائمة الاهتمام ولأن حال أغلب البلدان يختلف عن حال بلدنا الذي دمرته آلة الحرب والتخريب، وفتكت به أوجاع التفريق والتمزيق، ونال من صفو حياته توحش القريب واستثمار الغريب لذلك يتسارعون إلى إنتاج الكوميديا والمسابقات والدراما والمسلسلات ويتنافسون في الإنتاج السينمائي والاحترافي واستعراض الاستديوهات العملاقة ويدفعون من أجل الإعلام بسخاء فمن يريد ان يكرم ضيفه يحسن وفادته ، فما بالك ان كان الضيف ملايين المتابعين..

وبالنسبة للإعلام اليمني فثمة فارق بين الخاص الممول والمدعوم لأغراض وأهداف مموليه والرسمي الذي يعاني من ضيق التنفس وصعوبة الحركة بعد ان اعتبره من يسيرونه إعلاما تقليديا لا يتجاوز أخبار تحركاتهم ولقاءاتهم وتهانيهم وتعازيهم وما يستجد من توجيهاتهم، فالإعلام الخاص بقنواته المتعددة يركض هو الأخر للسيطرة على المشاهد اليمني وجلبه أمام نوافذه المتعددة فنجد كثيرا من القنوات الخاصة لديها البرامج الدرامية والتفاعلية والمسابقات وتوزع الملايين فلا قيود مالية ولا بيروقراطية ولا محاذير امامها لكن الإعلام الرسمي يدفع اثمانا باهظة لمواقفه الرسمية فهو لا يجد تاجرا داعما أو معلنا شجاعا أو راعيا كريما يمكن ان ينقذه من حالة غياب التمويل والكلف الإنتاجية إلا ما ندر.

ليس هذا الكلام أيها القارئ الكريم تهرباً من مسؤولية العمل أو تبريراً لفشل الأداء أو إعلاناً عن غيابنا عن الظهور الرمضاني المنافس على العكس تماماً هذه المقالة موجهة لخلاف ذلك، فهي مقالة استقواء بالجمهور بعد ان تغيبت عن الدعم القيادات ورؤوس الأموال وشحة الرعايات والإعلانات، فنحن في فضائية اليمن نراهن على جمهورنا الواعي ونستقوي به فهو صمام الأمان والقوة الهادرة وصاحب الصوت الأكبر والمؤثر وقد إنحزنا إليه مبكرا لكي نقدم ما يفيد لا ما يغري، ما يؤلف لا ما يفرق، ما يثقف لا ما يجهل، ما ينقد لا ما يجلد، ما تيسر وقد قيل الكرم هو أن تجود بالموجود..

وعليه؛ بعد هذه الإطلالة الطويلة التي بقيت في صدري ووضعتها كلمات ومشاعر بين أيديكم وأسماعكم.

هيا بنا لنخبركم ماذا تشاهدون في رمضان على قناة اليمن الفضائية ؟ ودعونا نقول لكم: (انتظرونا في رمضان).

أبرز الإنتاجات الرمضانية لقناة اليمن الفضائية في هذا العام 2021 م من البرامج الجماهيرية المسابقة الكبرى (وطن يجمعنا) بمعية المذيع المتميز محمد البطاح في اطلالة جديدة ورؤية جامعة بعيدا عن السياسة وصراعاتها، وعن الحرب وضحاياها حيث تسلط المسابقة الضوء على الوطن الكبير الذي يجمعنا في رحابه عبر رحلة ثقافية مصحوبة بالجوائز والمتعة والفائدة حيث ستكون المسابقة التي ترعاها مجموعة العيسي للتجارة والاستثمار والتنمية متنوعة الأفكار والمضامين وستغطي محافظات الجمهورية عبر الأسئلة المتنوعة والتوعية الصحية المستمرة لمواجهة انتشار فيروس كورونا الموجة الثانية بالإضافة إلى ان قرابة 40% من المسابقة ستكون من الميدان وبين الجمهور في أسئلة عن اليمن وحضارته المترامية واستعراض لأبرز الألعاب الشعبية المشهورة.

وفي أجواء المسابقات واللقاء مع الجمهور اليمني في الخارج وإبداعاتهم وإنجازاتهم ومشاريعهم يأتيكم هذا العام البرنامج المسابقاتي (على ضفاف النيل) من العاصمة المصرية القاهرة بمعية المذيع المتألق محمد الشومي.

كما ستقدم الفضائية اليمنية أول رحلاتها الكوميدية الهادفة في أجواء جديدة مع البرنامج الكوميدي الساخر (وريحهم) للنجم أبوبكر سالم حيث سيصحبنا البرنامج يوميا بقوالب فكاهية وغنائية متنوعة ناقدة وساخرة تكشف واقع الانقلاب وتداعياته على واقع الحياة اليومية.

كما سيكون الجمهور على موعد مع برنامج (أفياء) وهو مساحة متنوعة يستعرض آخر الأخبار والأحداث عبر وسائل التواصل الخاصة باليمن، ويقدم باقة تلفزيونية من الفقرات الشيقة تحوي قصصا اجتماعية حول العالم لمعرفة عادات وطقوس الشعوب الرمضانية من كل دول العالم الإسلامي.

ونظرا لما يتميز به رمضان من أجواء دينية وروحانية تزخر الشاشة الرمضانية بأعمال دينية منتجة حصريا لشهر رمضان المبارك منها ما هو محلي ومنها ما هو إنتاج خارجي فهذا العام تطل عليكم مسابقة القرآن الكريم (في رحاب القران الكريم) من المدينة الأجمل تاريخاً وتسامحا من حضرموت ترعاها وزارة الأوقاف والإرشاد وتشرف عليها الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم حيث تم إنتاجها في استديو قناة حضرموت ويقدمها للفضائية اليمنية أحد النجوم الصاعدين من حضرموت.

كما تأتي النسخة التاسعة من قصص القرآن يصحبكم فيها الشيخ عمر بن حفيظ. ويطل الداعية والمفكر الإسلامي سالم الوبح من محافظة شبوة بمواضيع قلبية تعالج الجانب العاطفي وتزكيه في برنامج (رياض قلب)..

أما على الصعيد العربي فأبرز البرامج الجماهيرية الدينية النسخة الجديدة من سواعد الإخاء بعنوان (صناعة الذكريات) مع أشهر العلماء والدعاة والمفكرين العرب. ومن البرامج العربية الدينية (مدرسة رمضان) للدكتور عمر عبد الكافي.

وبخصوص البرامج الموجهة للأسرة والمرأة أنتم على موعد يومي مع البرنامج الهادف (رسائل زوجية) خطوة للحفاظ على الاسرة متماسكة وقوية، كما يطل عليكم طوال رمضان برنامج (أجمل أسرة) برنامج عملي تفاعلي يهدف إلى صناعة أجمل الذكريات مع أفراد الأسرة.

ويستمر الاهتمام الأسري ببرنامج (صحتين وعافية) يسلط الضوء على الأكلات اليمنية والصحية والاهتمام بالرياضة .

اطفالكم بأمان امام شاشة الفضائية اليمنية طوال أيام رمضان حيث جهزنا من أجلهم أمتع المسلسلات الهادفة والبرامج الجميلة الشيقة والتعليمة على رأسها مسابقة الأطفال (مزامير الأقصى) من مدينة القدس عاصمة فلسطين لأجمل صوت في تلاوة القرآن الكريم للأطفال و(مسلسل مكتوب) ( قصص الرسول للأطفال)، بالإضافة إلى (مغامرات وأفلام كرتون متنوعة).

وتستمر فضائية اليمن في بث نشراتها الإخبارية والتي ستتغير مواعيدها إلى العاشرة مساء والواحدة ليلاً والرابعة عصراً بالإضافة إلى برنامج (اليمن الجمهوري) الذي يغطي المستجدات والتطورات الميدانية والسياسية والاجتماعية وفق رؤية تحريرية واقعية.

ستكون الأيام والليالي الرمضانية ممتعة مع قناة اليمن الفضائية وإن غابت عن انتاجاتها الأعمال الدرامية ومسلسلات العرض الأول، فاذا كانت العين بصيرة فاليد كما يقال قصيرة ونحن نبارك للقنوات الأخرى التي توفقت في أن يكون في خارطتها الرمضانية دراما يمنية هادفة.

هذه اطلالة سريعة على جديد الفضائية في رمضان اختمها بالقول إن هذه الأعمال وراءها أقلام وهامات إعلامية كبيرة من قيادات وموظفي قناة اليمن تعمل دون كلل من أجل إسعادكم وتقديم المفيد رغم كل الظروف المادية القاهرة التي يمر بها الإعلام الرسمي وباسمكم أتوجه اليهم بخالص الشكر وجزيل التقدير .

* نائب رئيس قطاع التلفزيون - مدير عام البرامج

عناوين ذات صلة:

بيروت تتوشح الحزن.. والدمار يشوه وجه لؤلؤة المتوسط (تقرير خالد عليان فيديو)

زر الذهاب إلى الأعلى