اليمن ثقافة غير مرئية
أماني عزام يكتب: اليمن ثقافة غير مرئية
تابعت النقد الحاد الموجه خلال هذه الفترة للأعمال الفنية اليمنية المعروضة خلال شهر رمضان المبارك، ورغم أنني غير متابعة للدراما اليمنية وصناعها إلا أن حديث البعض عن أن اليمن بلد غير مهتم بالثقافة والتطوير كغيرها من البلاد العربية الأخرى حتى ذهب بعضهم إلا أنها خارج التصنيف الثقافي أحزنني.
عدم متابعتي للأعمال الدرامية اليمنية يجعلني غير مؤهلة لتقييمها والحكم عليها كمشاهد يحق له النقد أو الإشادة، ولكن هذا لا يعني أن اليمنيين شعب غير مثقق بالعكس أنا أراها بلدا سباقة في الكثير من الجوانب الثقافية التي أصبحت مفقودة وباتت في طي النسيان.
في اليمن تجد الثقافة على أصولها، فمعظم الشباب اليمني على درجة عالية من الثقافة وعلى دراية كاملة بالتاريخ العربي ومتابع جيد للأحداث المعاصرة،
كما أن أهم ما يميز اليمنيين من وجهة نظري الشخصية وهو ما لفت انتباهي بشدة كفتاة عربية مقربة منهم وموجودة في محيطهم هو بلاغة شعرائها ومثقفيها، وحرصهم على المحافظة على الكلمات العربية الأصيلة في كتابات الصحفيين والشعراء والمثقفين وهي سمة مهمة افتقدناها في معظم بلادنا العربية نظرًا لانتشار مايسمى باللهجة العامية والتي تحمل الكثير من المفردات والمصطلحات الدخيلة على مجتمعاتنا وربما بعضها لا يكون له معنى مفهوم على الإطلاق.
كما أنه من أهم مميزات اليمن إلمام شعبها بقواعد النحو السليمة في الكتابة، فمعظم الشعب اليمني يحرص في كتابته على الالتزام بقواعد النحو والصرف حتى في كتاباتهم اليومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر".
في اليمن تشعر أن الشعراء يتحدثون بلسان ومفردات كبار الشعراء الذين درسنا شعرهم في مناهجنا الدراسية أمثال "جرير والفرزدق والأخطل والمتنبي وعنترة بن شداد وامرئ القيس"، وغيرهم من رواد الشعر في العصور السابقة التي كان فيها الشعر له قواعد وأصول وليس مجرد كلمات سريعة وغير مفهومة.
صحيح أن اليمن بلد ينقصه الكثير والكثير بفعل أنه مجتمع قبلي والعصبيات الفكرية والطائفية هي المسيطرة هناك، وزادته الحرب من الطين بلة، ولكن من يقول عن الشعب اليمني غير مثقف فهو جاهل.
- إعلامية مصرية
عناوين ذات صلة: