آراءعربي ودولي

حول تهريب المخدرات

سفير اليمن الأسبق في سوريا عبدالوهاب طواف يكتب: حول تهريب المخدرات


عندما تعينت سفيرًا لبلادنا لدى سوريا في عام 2008م كانت مشكلة تهريب المخدرات من هناك إلى بلادنا تقع على رأس أولويات مهامي.

كانت الحركة التجارية نشطة بين بلادنا وسوريا، وكان الطريق البري هو الشريان الرئيس لحركة البضائع. كانت القاطرات المحملة بالبضائع والمنتجات السورية تنطلق إلى اليمن عبر الأراضي الأردنية والسعودية.

تمكن الأشقاء في المملكة العربية السعودية من تضييق الخناق على المهربين، وتمكنوا من مصادرة كميات كبيرة من تلك المخدرات، أثناء اخضاع تلك البضائع للتفتيش الدقيق.

تمكن المهربون من إدخال كميات كبيرة من المخدرات إلى بلادنا، حتى عبر مطار صنعاء، وتفننوا في اخفائها، بين البضائع. تمكن رجال الأمن في المطار من اكتشاف بعضها، فوجدوا كميات كبيرة منها داخل سخانات المياة، وداخل أدوات كهربائية، وحتى داخل مواد غذائية؛ وحلويات.

تمكنت الأجهزة الأمنية لبلادنا لاحقًا من اكتشاف كثير من طرق التهريب، وتم السيطرة عليها.

كانت شحنات المخدرات تدخل اليمن مع البضائع التي تمر عبر الأراضي السعودية، وتدخل إلى حرض وإلى المنافذ التي تقع داخل الأراضي لمحافظة صعدة. كانت تُفرغ تلك الشحنات عبر مليشيا الحوثي في صعدة، فيذهب جزء منها لهم لطحنها مع البردقان وتقديمها للمقاتلين، والجزء الأكبر يُهرب إلى السعودية، بهدف تدمير الشباب السعودي، وكذلك لجني أموال ضخمة من عائدات تلك العملية.

ذهبت مرتين لمقابلة اللواء علي المملوك رئيس المخابرات العامة، وهو من أهم القيادات السورية، وطرحت عليه قضية تهريب المخدرات، ومسألة تجنيد وتدريب يمنيين في منطقة السيدة زينب بدمشق، من قِبل قيادات إيرانية شيعية، وكذلك السماح ليمنيين بالتنقل بين دمشق وطهران بدون الختم على جوازاتهم. وبرغم وعود اللواء المملوك بالتحقيق في تلك القضايا إلا أننا لم نتلقّ أي جواب؛ وما يحدث لبلادنا اليوم كان هو الجواب الذي لم نعرفه في ذلك الوقت.

المخدرات مصدرها إيران، وهي أداة رئيسة من أدواتهم لتوفير المال لمشروعهم الشيعي الكبير، وكذلك لسلب عقول اتباعهم من الشباب لتسهيل قيادتهم وتوجيههم.

حبوب الكبتاجون المخدرة تُصنع في سوريا ولبنان، ويشرف حزب الله على عملية تصنيعها وتسويقها إلى دول المنطقة، وخصوصًا الخليجية.

اليوم تتكشف الحقائق عن عمليات منظمة لتهريب المخدرات إلى دول كثيرة، وتظهر التحقيقات أن إيران وحزب الله هم من يقفون خلف تلك العمليات.

وليس المخدرات فحسب، ولكنهم يعتمدون لتمويل مشروعهم الشيعي في المنطقة العربية على تهريب الآثار والمشتقات النفطية، والأسلحة، وكذلك الأسمدة والمبيدات المسرطنة.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى