الإعلام الوطني يتقدم على إعلام الخرافة
زكريا الغندري يكتب: الإعلام الوطني يتقدم على إعلام الخرافة
رغم اهتمام الحركة الحوثية بالجانب الإعلامي، وتخصيص ميزانيات هائلة لقنوات تابعة لها بجانب اهتمامها الكبير بالجانب الاعلام الحربي من خلال الحرب النفسية والتضليل بالمقاطع المفبركة والمغالطة لأقناع الشعب بذلك، إلا انها لم تستطع حتى الآن أن تحقق نسبة قبول وموافقة لدى الشعب.. الذي بات اليوم أكثر وعياً بمشروعها السلالي التدميري خصوصاً بعد معارك مأرب الأخيرة التي اسقطت الحوثي وهالته الإعلامية بدخوله مأرب منذ قبل عام، إلا أن مأرب أسقطته وأسقطت معه إعلامه ومنظماته الزائفة.
لقد فضحتهم مأرب وفضحت قوتهم وعنجهيتم التي كانوا يتفاخرون بها أمام الشعب المغلوب، وأثبتت أنهم أوهى من بيت العنكبوت، ولكن حديثنا ليس عن الجانب العسكري أو الإعلامي ذلك كما ذكرت في عنوان مقالي هذا، بل هو عن انعزال الشعب اليمني عن قنواتهم في رمضان ونزوحه إلى القنوات التابعة للشرعية مما أثبت نبذهم في قنواتهم التي اصبحت معزولة رغم أن لديهم عشرات القنوات والاذاعات ضخت برامج هائلة رمضانية رغم ذلك بدا الشعب لم يلق لها بالاً وهذا ما جعلها محصورة في إطار سلالتها فقط.
هناك مسلسل لا أذكر أسمه أعدته مؤسسة الإمام الهادي التابعة للجماعة قيل إن ميزانية هذا المسلسل تفوق قيمة كل المسلسلات في باقي القنوات اليمنية من حيث الإعداد والقيمة التي قيل إنها بلغت تكلفة إنتاجه اكثر من 300 مليونريال وهي قيمة كبيرة جدا مقارنة بقيمة باقي المسلسلات لهذا العام والأعوام السابقة، حاولت من خلاله انتاج مسلسل بالطريقة الإيرانية وبخبرات لبنانية إلا انها رغم ذلك فشلت في استقطاب الشعب.
ولم نشاهد الحديث عن هذا المسلسل أو الحديث عن برامجهم الرمضانية وخطابات سيدهم التي تبث مباشرة كل مساء وفي الجوامع وهذا ما يؤكد أن الشعب لا يقبل بهذه الجماعة حتى وإن تفننت في برامجها وبالغت في أسلوبها وحاولت الاقتراب منه بالمسلسلات إلا أنها بدت منبوذة في رمضان بعد نزوح جميع أبناء الشعب إلى القنوات الوطنية التي جعلت من المشاهد يعيش حالة انتقاد بسبب وفرة المسلسلات وتقديم الملاحظات وذلك شيء طيب.
إن فكرة السلالة التي يحاول الحوثي عبر قنواته تصديرها على هيئة مسلسلات وبرامج ومحاضرات، باتت اليوم عملة رخيصة تكاد تكون أشبه بنكته مضحكة بعد أن حولها الفنان محمد الأضرعي ببرنامجه الشهير "غاغة" إلى دعابة ساخرة نسفت كل ما يقدمونه ويبنونه طوال العام. وهذا بحد ذاته انتصار يحسب للقنوات الوطنية وإن كانت جودة المسلسلات لاقت موجة انتقادات الا انها بقيت المقبولة في عيون الشعب.
يزداد الوعي لدى الشعب يوماً بعد يوم رغم شحة امكانيات القنوات الرسمية والتجارية ببرامجها وعدم تبني برامج ومسلسلات تاريخية قومية تاريخية تساهم أكثر بالتوعية بخطر تلك الفكرة الخبيثة، الا أن ذلك لم يعد خطيرا بعد أن تجلت هذه الحركة وطفى طغيانها على الشعب وباتت هي المتحكمة بكل شيء تقريبا.
يدرك الحوثيون جلياً انهم معزولون، وإن حاولوا وتفننوا في تصدير المسميات الطائفية والمناطقية ودعشنة الحرب تحت العديد من المسميات والارتزاق، إلا انهم اخفقوا في ذلك وسيخفقون، وهذا ما يؤكد جليا انهم ليسوا من الشعب ولا ينتمون له خصوصا بعد حذوهم في تقليد إيران وتطبيق العديد من المشاريع وإقامة العديد من المناسبات الطائفية التي تؤكد بعد هذه الحركة عن الشعب وهذا ما بات واضحا بعد أن بدت أكثر حركة مرتزقة تستمد التعليمات والتوجيهات من الحاكم الإيراني بصنعاء، وهذا ما ساعد الكثير من المغرر بهم ليعرفوا أنها ليس سوى أداة بيد إيران وجدت في لحظة فارقة لتكون في خاصرة العرب وعمقه التاريخي اليمن.
ونحن في زحمة هذه العولمة والحرب الإعلامية وُجّد فيه مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام ليكون منبرا قومياً عزز كثيرا في وعي هذا الشعب من خلال تبنيه للكثير من البرامج القومية والتاريخية والتوعية بمخاطر الإمامة ودحض الخرافة، فكان له أثر كبير ذلك من خلال حضوره القوي في مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال حضوره بطباعة وإعادة نشر العديد من الكتب التي تنسف خرافة السلالة، وهذا النجاح الكبير يأتي بجهود حثيثة ومتابعة شخصية من قبل رئيسه المعلم الأستاذ عادل الاحمدي الذي يحق لنا أن نلقبه رائد جبهة التنوير في اليمن في لحظة تاريخية مهمة، كان لنشوان أثر بالغ في وعي الشعب، نتمنى مستقبلا أن يكون له للمركز قناة وإذاعة تسهم أكثر في وعي الشعب لمعرفة عمقه الحضاري والتاريخي.
عناوين ذات صلة: