آراء

سرديات البعث اليماني

عبدالسلام القيسي يكتب عن: سرديات البعث اليماني


كل سردية تخدم معركتنا فهي صالحة وواجبة للعمل بها من السردية الدينية إلى التأريخية إلى الحرب النفسية.. وإذا لم تستثمر كافة السرديات ضد الطغيان الكارثي فأنت مفرّط بحق النصر.

في هذه المعركة ضد السلالية.. استحضار سردية اليماني الأول الذي كان قبل سلالتهم، واجب ومفروض. واستحضار سردية اليماني المسلم والمسلم لمحمد قبل قريش وهاشم واجب التصريح به بسردية المُثل قبل الإسلام وسردية الإيمان بعد ظهور النبي.

فالعنسي الذي يدعى ياسر والد عمار والذي التجأ بمكة كلصيق لبني مخزوم وجوارهم أسلم قبل قريش كلها وهذه سردية مهمة.

والأنصار الذين هم من اليمن آمنوا بمحمد وقاسموه مالهم ومنازلهم وآووه ونصروه ووهبوا الرسول ورسالته فلذاتهم سردية أخرى.

والسردية المختلفة هي فكرة الدولة والتاريخ السياسي والقومي للبلاد قبل ظهور قريش وتبابعة وسبأ وحمير والإيمان بديانات الله من يهودية ونصرانية أيضا مجال مهم للسرد اليماني ضد دعاة سلالة النطفة.

أنا قيل ولي فخر هويتي وهذا لا يتعارض مع كوني مسلما مؤمنا بمحمد وبرسالة الله، لقد فقدنا حاضرنا ولا يمكنك إقناعي أن أترك سرديات تهبني جلالة الحرب والبقاء.

عاد عربي أصله من شمال الجزيرة إلى بلدته في عمق البدو الرحل، فسألوه اين كنت؟ - في بلاد أهلها يلبسون التاج ويسكنون الحجارة.

أنذهل القوم، لا أحد يسكن الحجارة، لا أحد يلبس التيجان، وأحدهم لم يعرف ماذا عنى الرجل بالتاج فما هو التاج؟

اعتقد البدو في العرب أنذاك أن العالم ينتهي بحدود منازل القش والماء والمرعى والصرر الرديئة ولما عانت اليمن من إرهاب الحبش تجاوز سيف بن ذي يزن كل المنطقة ذاهبا لطلب العون من فارس رغم جريرته تلك ولكنه بمقتضى حاله آنذاك فهي اليمن قرينة فارس والروم وأثينا ولا يرى اليمني آنذاك سوى نفسه وأمثاله في التأريخ والحضارة وتجاوز العرب إلى أشباه بلاده في التقدم.

اليمني الذي سكن في الجزيرة بشمالها وهو امرؤ القيس بن حجر الكندي تجاوز العرب كلهم وذهب لطلب العون ضد قتلة أبيه من أكبر امبراطورية في العالم وهي دولة الروم فدمه اليماني يجعله لا يرى أحدا سوى أشباهه في الفكر السياسي والحضاري.

الهارب من سيل العرم أسس مدنا كثيرة في بلاد العرب فمن قصر الخورنق في الحيرة إلى مدينة بصرى الغسانية و إلى مدينة يثرب.. لا يسكن اليمني الا الحجارة كونه ابن الجبل.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى