حتى لا يقال: كان هنا شعب
عادل الأحمدي يكتب: حتى لا يقال: كان هنا شعب
منذ 2004 وأنا أحاول التحذير من المخطط الإيراني السلالي باليمن كتهديد للهوية والعقيدة ونذير بالتهجير والتصفية العرقية بالحروب والكروب.. وظن البعض حينها أني أبالغ.
لولا مأساة فلسطين لما كان ثمة دليل ملموس بأن هناك مخططات على هذا القدر من الوحشية والإجرام.
وطن يُسرق على مرأى ومسمع، وشعب يشرد، وتاريخ يطمس.
أراد العدو أن يقال "كان هنا شعب"، لكن الشعوب لا تموت. مع هذا فإن ثمة ما ينبغي وضعه نصب العيون.
لم يفقد الفلسطيني وطنه دفعة واحدة بل بالتقسيط المريح.. ثم صحا الجميع (المتواطئ منهم والشريف) على فاجعة النكبة بإعلان دولة اسرائيل في مثل هذا اليوم 14 مايو 1948.
انتبهوا.. فمهادنة أو مداهنة المشروع الاستيطاني العنصري باليمن اليوم سوف تجعلنا غداً، لا قدر الله، شعباً على الرصيف ومأساة بلا صريخ.
فلنعض على أرضنا وجمهوريتنا بالنواجذ. فلنبذل الغالي والرخيص لاستعادة وطن الـ26 من سبتمبر. وأياً كانت خذلانات الحاضر من الشرعية أو التحالف، ومهما بلغت آلام الرفض ومهما ارتفعت ضريبة الإباء، فإنّ تضحية جيل خير من ضياع أجيال وخسران وطن.. ولا يعرف قيمة الوطن إلا من ذاق مرارة التشرد في بلاد الآخرين.. ورحم الله محمود درويش:
أقُولُ كلاماً كثيراً عنِ الفارِقِ الهشِّ بين النساءِ وبين الشجر
وعن فتنةِ الأرضِ؛ عن بلدٍ لم أجِد ختمَهُ فِي جوازِ السفر
وأسألُ: يا سيداتي، ويا سادتي الطيبين: أأرضُ البشرْ لِجميعِ البشر
كما تدعُون؟ إذن، أين كُوخي الصغيرُ وأين أنا؟ فتُصفِّقُ لِي قاعةُ المُؤتمر
ثلاث دقائِق أخرى.. ثلاث دقائِق حُرِّيِّةً واعتِرافاً.. فقد وافق المُؤتمر
على حقِّنا فِي الرُّجوعِ، ككُلِّ الدِّجاجِ، وكلِّ الخيولِ، إلى حُلُمٍ مِن حجر
أصافحُهم واحداً واحداً، ثُم أحنِي لهُم قامتِي.. وأُواصِلُ هذا السفر
إلى بلدٍ آخرٍ, كي أقُول كلاماً عنِ الفرقِ بين السرابِ وبين المطر..
.. الخ.
عناوين ذات صلة: