آراء

لقاح كورونا أزمة جديدة!

د. سعاد الحدابي تكتب: لقاح كورونا أزمة جديدة!


اللقاح الذي تمّ تقديمه لليمن تحول إلى عبء جديد يزيد من معاناة اليمنيين الذين لم تتوقف صور معاناتهم منذ بدء الحرب 2014 وحتى يومنا هذا، فاللقاح الذي يتوفر في مناطق الشرعية غير كاف، إضافة إلى أنه غير متوفر في مناطق الحوثيين الذين يعتقدون بأنه مؤامرة، الأمر الذي جعل المضطرين لأخذ اللقاح يسافرون إلى مناطق الشرعية رغم خطورة التنقل في ظل واقع الحرب.

اللقاح الذي لم يأخذ حقه من التوعية والإعلان فجأة صار ضرورة ملحة وشرطا لكل مغترب يريد العودة لعمله في السعودية، بعد صدور قرار بهذا الخصوص، مما جعل العالقين في منفذ الوديعة يضطرون للسفر إلى مأرب لإجراء اللقاح.

وحتى هذه المبادرة من محافظة مأرب لا تكفي لكل أولئك العالقين، كما أن تكاليف الوصول إلى مأرب ليست متاحة للجميع، أما تعز التي وفرت مراكز طبية للقاح فالوصول إليها يعدّ مغامرة في ظل الحصار وإغلاق المنفذ الشرقي الرابط بين تعز وإب وغيرها من المدن، فلماذا يتحول اللقاح إلى معاناة جديدة تضاف إلى معاناة الحرب والغلاء والوباء والعملة؟ وحتى متى ستظل الحكومة بعيدة عن الواقع الأليم للشعب؟ أين وزارة الصحة وأين وزارة الإعلام؟

لا يكفي أن يعلن عن اللقاح ويترك الناس لحالة الهرج والمرج، وتبدأ حالة من النفير نحو البحث عن اللقاح والسفر إلى مناطق الشرعية في ظل الحرب والخوف.

ثم هل سيفي اللقاح بعدد أولئك الراغبين به، والمضطرين إليه؟

اللقاح الذي وصل إلى اليمن يتضمن (360) ألف جرعة فقط، فلم لا تتدخل الحكومة للتخفيف من معاناة المغتربين المضطرين للسفر، لماذا لا تتقدم الحكومة بطلب توفير مركز طبي في المنفذ؟ أو طلب إجراء اللقاح للمغتربين في مراكز طبية فور وصولهم إلى السعودية؟

إن مأرب لن تستوعب تلك الأعداد من المواطنين، وإن تعز محاصرة لن يصلها سكان المدن المجاورة إلا بشق الأنفس، والحال نفسه مع عدن، فلم لا تكون هناك حلول تراعي حالة الناس؟

ثم أين هي برامج التوعية الصحية التي ترافق تلك الحملة، وأين توفير المراكز الطبية التي تستوعب أعداد القادمين من مدن بعيدة.

لقد رأينا ازدحاما شديدا وتدافعا في مراكز التلقيح وسمعنا قصصا مؤلمة عن أولئك الذين ذهبوا لأخذ اللقاح وتعرضوا للمخاطر في طريق سفرهم، ومنهم من انقطعت بهم السبل ففقدوا أموالهم، ومنهم من مات بحادث في طريقه لأخذ اللقاح، ومنهم من تعرض لابتزاز بعض المتنفذين!

مؤلم أن يشق على الناس فيسافرون للقاح لساعات، ومؤلم أن يفقد العالقون فيزتهم أو تنتهي مدة إقامتهم وهم ينتظرون جرعتيّ اللقاح، مؤلم ذلك الشرط الذي زاد من معاناة المغتربين، ومؤلم كل هذا الكمّ من المعاناة التي تتزايد كلما استمرت سنوات الحرب.

فأين هي الحكومة ورئاسة الوزراء ووزارة الصحة والإعلام وكل المعنيين أين هم من هذا الفصل من المعاناة؟ لماذا تتضاعف مأساة اليمنيين مع كل مستجدّ؟ وهل تدري الشرعية بهذه المعاناة الجديدة أم أنها تجهل ما يجري؟

فظيع جهل ما يجري
وأفظع منه أن تدري!

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى