تخيل هذا المشهد
عبدالسلام القيسي يكتب: تخيل هذا المشهد
تخيل هذا المشهد: كانت ليان في السيارة صحبة والدها، تخيل مشهد الطفلة، إذا كان المقعد الذي بجانب السواق شاغرا فهي هناك تلعب بزرارات السيارة، تخربش كل شيء.
تتصل والدة ليان بزوجها الذي يسوق الآن وتقول له: خذ معك روتي للعشاء، إذ كان الوقت ليلاً، وليان تضحك بطفولتها الجميلة وقد عادت من النزهة أو الحديقة التي كانت فيها صحبة والدها أو من لدى الأهل، والمعارف.
سقط الحوثي على شكل صاروخ، أذاب السيارة والأب وطفلته ليان، كان الأب قبل سقوط الصاروخ يحمي محتويات الطبلون من ابنته الصغيرة، ولا يدرك الوالد الشهيد أنه بعد لحظات سوف يجد نفسه، بل لا يجد نفسه، ولا ابنته ولا السيارة كلها، وستظل الزوجة وأولادها البقية في البيت ينتظرون خبز وجبتهم ومجيء والدهم دون فائدة، وفجأة تطلق المواجيز
تطلق خبر الموت المفجع والأبشع للعائلة.
مشهد واحد، تخيلي بعين الحقيقة، لطفلة وأبيها تفحما بجانب محطة بترول في مأرب وهما ينتظران وثمة مشاهد أكثر لباعة سقطوا بالصاروخ ذاته ومارة وجرحى لا يدركون إلى الآن أين هم وماذا حدث ويغيبون في دموية عبدالملك الحوثي، السيئ الذي يدمي فقط ويقتل، ويفحم الأطفال، ويقتلهم أنى شاء.
ليان ليست وحدها الضحية، مئات الآلاف يجندهم الحوثي في حروبه، أطفال مدارس، في الأشهر القادمة سوف يكونون القتلة أو الضحايا والقاتل أيضا ضحية، الطفل الذي تعطيه الفكر الدموي والسلاح وتأمره أن يقتل هو ضحية، شعب بأكمله ضحية، البلد كله.
لا تكفي التغريدات ولا الإدانات في حماية الطفولة من الصواريخ والقناصات والتجنيد الخميني، ولو أن الملائكة تدين، والرد الحاسم والتحرير الجدي هو الرد الوحيد الذي يمكنه منع تكرار هذه المهزلة فرصاصة واحدة عن ملايين الهشتاقات التي يطلقها الصف الجمهوري ودموع العالم لو أنه بكى مع أنه لا يدرك ولا يبكي لن يحمي اليمنيين من الموت. الموت القادم إليك في بيتك أو مدرستك أو في محطة بترول، على شكل لغم أو صاروخ أو رصاصة أو حصار أو بفكر خميني وما إليه.
عناوين ذات صلة: