بالمسند.. صناعة الذات اليمنية الجديدة
أحمد اليفرسي يكتب حول برنامج بالمسند.. صناعة الذات اليمنية الجديدة
بالمسند ليس مجرد نافذة في منصات التواصل الاجتماعي، أو برنامج على الفضائيات، بل هو إعادة ضبط الرؤية للذات اليمانية، فلكي تنهض لابد أن تستجمع طاقتك، أن تنفض الغبار عن ذاتك، أن تكسر قيد الوهم الذي وضعه الغزاة حول عنقك لتتوهم أنك بهم، إذْ أنهم بك أنت كانوا، وبك أنت سيبيدون ويتلاشون.
بالمسند إعادة لتموضع الذات التي أنهكها الطغاة عبر قرون بمخيال اللاهوت المسرف في الكيد، العالة على عرقنا وماضينا وحاضرنا، وحين تستعيد الذات اليمنية تموضعها سيدةً للزمان والمكان، فإن جداولنا ستسقي كل جدب، وتنبت في كل موضع في جسدنا المثخن أحلام تبع وانتصارات شمّر يهرعش، وفتوحات الغافقي، سنعيد الكرة من جديد..
يطل علينا كل أسبوع عبدالله إسماعيل بصوته الأنيق وبأدائه المتدفق ندىً يمانيًا عتيقًا يضع لبنات وعي ويشيد قصور فرح ويضع مداميك اعتزاز بالذات، ويضع للكهنوت أكفانًا من جحيم.
يقرأ النصوص تراتيل صلاة نحو المجد، يطوف بنا مع رموز يمانية عملاقة في حوليات عميقة المعنى شاملة التقصي، مهيبة المقاصد حول حدائقهم النضالية والمعرفية التي لا تزال مثقلة بالثمر والنضارة والعطاء.
إنه المسند الجديد، ليس نقشًا على صخر، بل صناعة ذاتٍ جديدة تتهيأ لاستعادة سيادتها على الزمان والمكان.
خمسون سِفْرًا أعادت تعريفي كيمني، وأجْلت ما لحق بتاريخي من غبار الأئمة البائدين، وفضحت مساعي الأئمة الجدد وسوء حشفهم، وعنصريتهم القميئة، بلورت بعمق وروية ولغة راقية رؤية جديدة لأقيال اليمن، ونضالات الكبار.
عناوين ذات صلة: