لهذا ينقمون على نشوان بن سعيد الحميري
أنيس ياسين يكتب: لهذا ينقمون على نشوان بن سعيد الحميري
صد مؤخرا قرار مليشيا السلالة الغازية بتغيير اسم مدرسة نشوان الحميري الكائنة في مديرية صنعاء القديمة بالعاصمة!! أتدرون لماذا ينقمون على نشوان بن سعيد الحميري؟
موقف نشوان من المتوردين:
يُذكر أن الإمام نشوان بن سعيد الحميري المولود بمدينة حوث بين صنعاء وصعدة أوائل القرن السادس الهجري، لاقى الكثير من التجاهل والتهميش بسبب رفضه نظرية احتكار السلطة في البطنين أو غيرهما، وقام رحمه الله بمناهضة هذه النظرية بالقلم وبالسيف.
وكانت قضية الإمامة وحصرها في الفاطميين من أهم القضايا التي تصدر لها نشوان الحميري، فقد كان ينكر حصرها في أسرة أو سلالة ويرى -كما يحكي في كتابه الحور العين- أن الإمامة تصلح في أي مسلم يكون أكثر الناس تقوى وأعلمهم وأقدرهم، ولا يحتكرها لنسب أو عرق أو سلالة، وقد عبر نشوان عن ذلك شعراً بقوله:
إن أولى الناس بالأمر الذي
هو أتقى الناس والمؤتمنُ
كائناً من كان لا يجهل من
ورد الفضل به والسننُ
أبيض الجلدة أو أسودها
أنفه مخرومة والأذنُ
ومن جميل ما قال في نسف نظرية ادعاء الحق الإلهي:
حصَرَ الولاية في قريش معشرٌ
هم باليهود أحق بالالحاقِ
جهلا كما حصر اليهود ضلالةً
أمر النبوة في بني إسحاقِ
وكذلك قوله ردا على الشاعر الحسن الهبل عندما قال:
آلُ النبي همُ أتباع ملته
من مؤمني رهطه الأدنون بالنسبِ
وعندنا أنهم أبناءُ فاطمة
وهو الصحيح بلا شك ولا ريبِ
فقال نشوان:
آلُ النبي همُ أتباع ملته
من الأعاجم والسودان والعربِ
لو لم يكن آلُه إلا قرابته
صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ
ويقول مخاطبا الشيعة الذين يأخذون بقول يحيى بن الحسين:
إذا جادلت بالقرآن خصمي
أجاب مجادلا بكلام يحيى
فقلت: كلام ربك عنه وحي
أتجعل قول يحيى عنه وحيا؟!
وعندما زعم بعض الهادوية أن إماما لهم لم يمت وإنما رفعه الله إليه أنكر نشوان ذلك فاتهمه أحد الأئمة بالفساد فرد عليه نشوان:
من أين يأَتيني الفسادُ وليس لي
نَسبٌ خبيث في الأعاجم يوَجدُ
لا في عُلوج الرُّوم خالٌ أزرقٌ
أَبداً ولا في السود جَدٌّ أَسودُ
إِني من النَّسبِ الصَّريح إذا امرؤٌ
غلبت عليه العجم فهو مُولَّدُ
ما عابني نَسبُ الإِماء، ولا غدا
باللؤم مُعرِقُهُنّ لي يتردّدُ
مُوتي قُريشُ، فكلُّ حَيٍّ ميِّتٌ
للموت منّا كلُّ حيٍّ يولدُ
أغضبتمُ إن قيل مات إمامكم
ليس الإمامُ ولا سواه يخلدُ
قلتم: لكم إِرثُ النبوّة دوننا
أَزعمتمُ أن النُّبُوَّة سَرمَدُ
إن النبوة بالنبيِّ محمدٍ
ختمت وقد مات النبيُّ محمدُ
منكم نبيُّ قد مضى لسبيله
قِدماً فهل منكم نَبيٌّ يُعبَدُ
من شعره في الفخر باليمن:
مِنّا التبَّايِعةُ اليمانون الأُلى
ملكوا البسيطة سَل بذلك تُخبرِ
مِن كلِّ مَرهوبِ اللقاء مُعصَّبٍ
بالتاج غازٍ بالجيوش مُظَفَّرِ
تعنو الوجوهُ لسيفهِ ولرُمحهِ
بعدَ السُّجود لتاجِه والمِغفَرِ
يا رُبَّ مفتخرٍ ولولا سَعيُنا
وقيامُنا مع جَدّه لم يَفخَرِ
فافخَر بقحطانٍ على كلِّ الورَى
فالناسُ من صَدَفٍ وهم من جوهرِ
وخلافةُ الخُلفاء نحنُ عِمادُها
فمتى نَهُمّ بِعَزل والٍ نَقدِرِ
مثل الأَمين أو الرشيد وفتكنا
بهما ومثل ابن الزُّبَير القَسوَرِ
وبكُرَهنِا ما كان من جُهّالنا
في قتلِ عُثمانٍ ومَصرعِ حَيدَرِ
وإِذا غَضِبنا غَضبةً يَمنّيةً
قَطَرت صوارمُنا بموتٍ أَحمرِ
فَغدت وهادُ الأَرضِ مُترعَةً دماً
وغَدت شِباعاً جائعاتُ الأَنسُرِ
وغدا لنا بالقهر كُلُّ قبيلةٍ
خَوَلاً بمعروف يَزينُ ومُنكَرِ
وإِناخَةُ الضِيفان فرضٌ عندنا
يلقى به الولدِانُ كلَّ مُبَشرِ
عناوين ذات صلة: