اهتمامات

ماذا يعني أن يستعيد الحوثيون مواقع خسارتهم إعلاميا؟

د. لمياء الكندي تكتب: ماذا يعني أن يستعيد الحوثيون مواقع خسارتهم إعلاميا؟


يدرك الحوثيون تأثير الخسائر التي تمنى بها قوتهم في المعارك الأخيرة في البيضاء خسارة تأتي في الوقت الذي تحرص فيه قيادة المليشيات إلى رفع معنويات مقاتليها وحشدهم للدفع بهم في المعارك المحتدمة في مارب وغيرها.

إن محصلة الخسائر الحوثية في البيضاء ومأرب والجوف لا تقف فقط عند الحدود الجغرافيا لهذه المناطق فالتأثيرات الانعكاسية الناتجة عنها تعيق من محاولة التحشيد الحوثية للدفع بالمقاتلين إلى الجبهات التي تلتهم مقاتليهم، خاصة وأن كل تلك المحاولات للتفويج تبوء بالفشل والخسارة الكبيرة، التي يتجهون إلى تزييف وقائعها إعلاميا وتصويرها على أنها محطة انتصار تمهد لنصرهم الكبير بدخول مأرب وهو الأمر الذين يدركون استحالته.

كل ذلك سينعكس على العلاقة بين قيادة المليشيات ومشرفيها وبين المشائخ القبلية التي يفترض أن تمارس دورا أكبر لرفد الجبهات بأبنائها، وقد يتطور الأمر بينهم لظهور موجة جديدة من التصفيات الحوثية ضد هؤلاء المشائخ وإرغامهم على الدفع بأبناء قبالهم إلى محارق الموت الحوثية.

وتفادياً لك ذلك يسعى الحوثيون إلى أن تلعب المكينة الإعلامية التي تقودها قناة المسيرة دور التضليل والتكذيب والتغرير على أتباعهم بإيهامهم أن قواتهم تعيش أحسن حالاتها القتالية وأن الأخبار الواردة عن انتصارات القوات الوطنية في البيضاء والقبائل المساندة لها اخبارا كاذبة، أو أنهم تمكنوا من استرداد ما خسروه على الأرض وعودة مليشياتهم إليها.

ما حدث اليوم في الزاهر من محاولة حوثية بائسة لطاقم قناة المسيرة المرافقة لفريق محاولة استرداد الزاهر وتصوير تواجدها من أمام مقر مديرية الأمن فيها يأتي في سياق الدفع الإعلامي الحوثي لرفع معنويات مقاتليهم، وتعويض خسائرهم البشرية في المعارك المحتدمة حتى وإن لم يتمكنوا عسكريا على الأرض من إحداث أي تغيير، فأهمية الترويج الإعلامي الكاذب لانتصاراتهم تفوق الآثار الحقيقية المترتبة عنها، حتى فريق المسيرة الإعلامي الذي تم إعداده لهذه المهمة يدرك أن الدور الإعلامي المناط به يعادل بل يفوق الدور العسكري لجماعتهم على الأرض.

فماذا لو تمكن هذا الفريق من التصوير ونقل تقرير مقتطف من أمام دائرة أمن الزاهر وإرساله إلى القناة للنشر؟ رغم معرفتهم اليقينية بأنهم لم يتمكنوا من استعادة المديرية المحررة ولم يصمدوا في مواقعهم فيها.

بالتأكيد سيربك ذلك المشهد الوضع العسكري الداخلي في المدينة بناء على تقارير كاذبة لكنها مثبته بالصوت والصورة، إضافة إلى كونه سيعيد روح الزخم الحربي لدى قواتهم وزنابيلهم في المعركة وخارجها.

وعند هذه الزاوية من محاولات الإعلامية الحوثية لقلب الحقائق على الأرض إعلاميا يجب ان نزيد من حضور الإعلام العسكري المرافق للقوات الشرعية المحاربة، وأن تكون جزءا رئيسيا مرافقا لكل العمليات التحريرية وأن نثبت لأبناء الشعب أن قواتنا الوطنية الشرعية الباسلة والقبائل المساندة لها تخوض معارك الانتصارات الجمهورية في البيضاء ومارب والجوف وكل جبهات القتال ببسالة منقطعة النظير.

على إعلامنا الوطني أن يتواجد على الأرض وأن يكونوا حاضرين أيضا في المدن المحررة، عليهم أن يتواصلوا مع الناس وأن يعكسوا حاجتهم وفرحتهم باستعادة الدولة لمدنهم، أن يقفوا بكل ثبات من فوق ركام المنازل التي فجرها الحوثيون أثناء مسيرتهم التدميرية، ويخاطبوا الشعب نحن هنا، وأن يستعيدوا ذاكرة المدن والأهالي الحربية أثناء اقتحام الحوثيين لها، وتدمير بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم، عليهم أن يكونوا في الأسواق وفي المساجد والمدارس والحارات ليقولوا لليمنيين وللعالم نحن هنا عليهم أن يبثوا تقارير للعائدين والمرحلين عن مدنهم ويبثوا مشاهدا من أعراس التحرير الوطنية فنحن ننتصر إعلاميا وعسكريا وشعبيا وهم يخسرون.

عناوين ذات صلة:

 

زر الذهاب إلى الأعلى