آراء

العمراني طود اليمن الكبير

فتحي بن لزرق يكتب: العمراني طود اليمن الكبير


رحل العمراني آخر "الكبار" وآخر ذكريات الزمن الجميل.

العمراني الإنسان اليمني الذي لم يكن إلا لليمن، حارت اليمن في هذا الرجل لعقود فكل محافظة ومديرية تظنه منها.

قليلة هي الأشياء التي ظلت واحدة متماسكة بدواخلنا، كان العمراني أبرزها فلا فلحت حرب ولا انقسام في المساس بمحبة الناس له أو اختلافهم حوله.

ولا يكبر الإنسان إلا بأهله ووطنه والعمراني اختار أن يكون لكل اليمن فكانت اليمن كلها معه.

كانت اليمن حزبه وكيانه الكبير وكان اليمنيون بكل اختلافهم وعاءه الجامع.

لم يكن العمراني لا زيديا ولا شافعيا كان شيخا دينيا نثر المحبة والسلام والإخاء لعقود في كل منزل. أحبته اليمن قاطبة وزار الحزن كل منزل في يوم وداعه.

قليلون هم من على شاكلة هذا الرجل ولا يتكررون أبدا.

سأل اليمنيون "العمراني" لعقود طويلة عن كل شيء ولكنه لم يسألهم قط عن هوياتهم وانتمائهم وإختلافاتهم. كان النابذ لكل اختلاف الكبير على كل صغيرة الواسع طيفا لكل تيارات عابرة. الثابت أمام كل المتحولات. الوجه الذي ألفته كل الناس.

العمراني رابع وخامس وعاشر فرد في كل بيت يمني لعقود طويلة وهو يرد عليهم مفتيا بالصدق والعدل والوسطية.

العمراني السراج الذي أضاء بيوت اليمن والطريق الذي سار عليه أهلنا آمنين مطمئنين.

انطفأ السراج وتوقفت الخطى فلا طريق ولا نور..
من لليمنيين بعد "العمراني" صوتهم الجامع ورجل دينهم الواحد وقبلة فتواهم الوحيدة؟

رحم الله الشيخ محمد اسماعيل العمراني وحفظ الله اليمن وشعبها.

12 يوليو 2021

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى