آنستنا يا عيد.. جمالية اللحن والكلمة
د. لمياء الكندي: آنستنا يا عيد.. جمالية اللحن والكلمة
في ذات مقيل جمع الفنان علي بن علي الآنسي مع الشاعر عباس المطاع، كان كلا العلمين الفنان والشاعر وبدون ترتيب مسبق أمام كتابة وتلحين وغناء أحد أشهر قصائد العيد الغنائية "آنستنا يا عيد".
كانت الشاعرية المفرطة والإحساس العالي بالمعاني الجمالية التي يأتي بها العيد قرينة للحظة المقيل التي انتجت لنا هذا الجمال الزاخر بالكلمات، المحفوفة بالقيم العيدية التي امتثلت من خلال هذه الأبيات:
اضحك على الأيام
وابرد من الأوهام
وامرح مع الانغام
وافرح بهذا العيد
ما أجملها من دعوة تتركنا في فسحة من هموم الحياة، ووساوس معاناتها، لنفرح بالعيد مع الانغام لتمضي هذه الأغنية في دعوتنا إلى استكمال فرحة العيد وبهجته بلقاء الأهل والأصحاب متجاوزين خلافاتنا بسمو هذه المناسبة:
سلم على أحبابك
وأهلك وأصحابك
وقل لمن عابك
مبروك عليك العيد
عدوك إضحك له
وإن كان عديم قله
ومن حنق قله
مش وقت يا أخي عيد
ففي العيد يجب أن نتناسى خلافتنا وأن نستجلب مفاتيح الفرح من كل زاوية تجمعنا، فبلغة القصيدة تمكن المطاع الشاعر والآنسي الفنان أن ينشرا قيم التسامح وأن يجعلا لها مناسباتها التي لا تقبل غير التسامح ونشر المحبة والسلام بيننا وفي ذلك يقول:
مش وقت قالت قال
ودحس عال العال
وما يهم البال
خليه لبعد العيد
واحذر من التجريح
حتى ولو تلميح
وللخطأ تصحيح
لا سيما في العيد
عوذب من الشيطان
ولاطف الإخوان
والحائر... الغلطان
ورّيه طريق العيد
فالعيد كونه مناسبة للفرحة ولقاء الأهل، يمثل أيضا مناسبة لتكافل اجتماعي واسري ما أحوجنا اليه خاصة ونحن نعيش أيام من المعاناة المشتركة، التي يمر بها اغلب اليمنيين، ولكن رغم ذلك مازالت في أنفسنا من الخير ما تجعل منا نحتفل بهذه المناسبة ونعيد تكافلنا ومواساتنا لبعضنا وفي ذلك يقول:
خلّيك بين الناس
شاطر لبيب حساس
لا بأس عليك لا بأس
ارتاح وأهنا العيد
واعطف على السائل
وأدي له الحاصل
فدمعه السائل
يمحق عليك العيد
وإن كنت فاعل خير
فالأهل قبل الغير
وإن قلت ما ناش حير
فليش قالوا عيد
فبالعيد تخلق لنا فرحة نستفتح بها جمال أيامنا رغم كل المنغصات التي نعيشها وهذا هو التحدي الذي يجب ان لا نهزم أمامه، فيوجه لنا الشعار بقصيدته هذه معاني جميلة للتغلب على مصاعب ومتاعب الحياة وهو يغني بقوله:
رفّه على نفسك
وانسى عنا أمسك
بَسّك لبيج بَسّك
وأمذغ جمال العيد
يابن اليمن حسبك
أنك بنيت شعبك
فأثبت على دربك
ولا لك إلّا عيد
حقّقت إنجازات
تفيض بالخيرات
وهات يا ما هات
من عيد يعانق عيد
ويختم الشاعر المطاع قصيدته بسلام للأهل والأصحاب، سلام العيد عندما تتناوله قصيدة وتترنم به أغنية، كانت ولا زالت حاضرة في كل ليلة ويوم عيد في ذاكرة وحاضر اليمنيين منذ ما يزيد عن أربعين عاما وهم يغنونها، يسامرون بها ليلتهم العيدية ويستفتحون بها صباح العيد وقد غدى لحنا تبثه الإذاعات وترقص على إيقاعه القنوات، وتراحيب تستقبل المعاديين.
سلام سلام يا اصحاب
يا أهل يا أنساب
عدتم جميع يا أحباب
لا مثل هذا العيد
آنستنا يا عيد
آنستنا يا عيد
وكل سنة وأنتم ويمننا الغالي بخير.
رابط الاغنية:
عناوين ذات صلة: