اللوحة الثالثة والثلاثون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثالثة والثلاثون

هوَ الوقتُ

يرسمُهُ اللهُ بالشمسِ

يرسمُهُ اللهُ بالضوءِ والظّلِّ

حينَ يطلُّ الصباحُ بألوانِهِ

يتنادونَ،

تلفظُهم في حنانٍ مضاجعُهم

فيشدُّونَ أقدامَهم

ومعاولَهم

في اتجاهِ الحقولِ

فلا البردُ يرهقُ أجسادَهم

لا ولا الحرُّ.

حينَ يجيءُ المساءُ يعودونَ أدراجَهم

يُسْلِمُونَ إلى اللهِ أجسادَهم

يضحكونَ قليلاً ويبكونَ،

ثمَّ تنامُ مواجعُهم

وينامُ الضَّحِكْ.

* * *

(عندَما يخضعُ الكائنُ

لدقّاتِ ساعةٍ خارجَ قلبِهِ

فإنهُ يكونُ في نزعِهِ الأخيرِ.

للإنسانِ ساعتُهُ التي لا تخطئُ

وللحيوانِ أيضاً

لكلِّ دقيقةٍ منَ الوقتِ ظلالُها

ولضوءِ الشمسِ ألوانُهُ التي تتغيَّرُ

بينَ ساعةٍ وأخرى.

الشجرَةُ مقياسٌ

والجبلُ مقياسٌ

والصخرَةُ مقياسٌ

فما حاجةُ القرويِّ إلى ساعةٍ

تعدُّ عليهِ أنفاسَهُ

وتحسبُ عليهِ الدَّقائقَ

والثواني؟!).