
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثانية والعشرون
على عنقي كلَّ يومٍ حذاءٌ ثقيلٌ
يطاردُني
ويطاردُ ما تركَ القحطُ منْ خيرِ أهلي
ومنْ دمِهم..
إنهُ عسكريُّ الإمامْ
يريدُ الزَّكاةَ
زكاةَ الحقولِ
زكاةَ البيوتِ
زكاةَ النفوسِ،
يريدُ ليعرفَ أني أُجيدُ الصلاةَ
وأني أُحبُّ الإمامْ.
ولم تُنبتِ الأرضُ..
ما أخرجتْهُ ذَوى بالجفافِ
أوِ ابتلعتْهُ الجرادُ،
ولكنّهُ عسكريُّ الإمامْ
منَ الظلماتِ ارتوى
ومنَ السنواتِ العجافِ اشتوى
واستوى
امتلأَتْ روحُهُ بالظلامْ
وعيناهُ ملصقتانِ بليلٍ بليدِ الظلامْ.
* * *
(أيُّ حزنٍ عميقٍ
ذلكَ الذي يرقدُ في زوايا قلبِهِ المثقَلِ بالهمِّ اليوميِّ..
هَمِّ العسكرِ
وهَمِّ تأخُّرِ المطرِ
هَمِّ الدِّيونِ التي تتراكَمُ في دفاترِ المرابي
همِّ الأولادِ الذينَ بدأتْ أجسادُهم الصغيرةُ
تبزغُ منْ خلفِ الأثوابِ الممزَّقَةِ.
وهمِّ الذُّرَةِ التي بدأتْ تتناقصُ في المدفنِ.
كانتْ له غواياتُهُ
وصَبَواتُهُ،
لكنّها بدأتْ في الُّذبولِ..
لم تستطعْ زهورُ الربيعِ الأولى
بأريجِها الصّافي
أنْ تكسرَ سلسلةَ الهمومِ المورقةِ
في صدرِ الفلاّحْ).




